أعلن أمين الأحساء المهندس عادل الملحم، تكفل الأمانة، باستضافة جميع فعاليات مهرجان "جواثى"، في نسخته المقبلة في قاعة الاحتفالات بمقر الأمانة، وذلك في حال عدم انتهاء مقر مشروع النادي الأدبي الجديد في شمال المبرز، مؤكداً أن القاعة تحت تصرف النادي الأدبي لاستضافة نشاطاته. وأشار الملحم أمس ل"الوطن"، إلى أن القاعة "المدرجة" في الأمانة، تتسع لأكثر من 400 مقعد، ومصممة لخدمة المجتمع الأحسائي. وجاء إعلان الأمانة عقب اختتام وقائع جلسات مهرجان "جواثى4" الثقافي، الذي نظمه نادي الأحساء الأدبي، تحت عنوان "العربية في أدب الجزيرة والخليج العربي الواقع والمأمول قراءة في لغة الإبداع الأدبي"، لمدة 3 أيام. وأكد مشاركون في الملتقى أن القصيدة الراقية يكاد يكون من المستحيل أن ترقى ترجمتها إلى نفس مستوى النص في لغته الأصلية، موضحين أنه ما لا يدرك جله لا ينبغي في نظري أن يترك كله. وأشار الإماراتي الدكتور شهاب محمد في بحثه داخل الجلسات، إلى أن فضيلة الشعر ليست مقصورة على العرب، مستشهداً بإبداع هوميروس في الإلياذة والأوديسة قبل كل الشعر العربي بقرون، مبيناً أن العرب عزفوا عن ترجمة شعر الأمم الأخرى، بينما ترجموا علومها، ليس فقط بسبب اعتدادهم بشعرهم، مؤكداً اقتناعه بإمكانية ترجمة الشعر، كونها رسالة إنسانية، وذلك إيماناً بأن الشعر يعبر عن روح الأمة، بل ربما كان أقصر الطرق لفهم أية أمة ومشاعرها، وهي تشكل وسيلة مهمة للتواصل الإنساني بين الثقافات، خصوصاً في زمننا الذي تتردد فيه مقولة صراع الحضارات. فيما ذكر أستاذ للعربية في الجامعات الهندية وهو الدكتور جهانجير سيد عبدالستار أن في مدينة واحدة وهي حيدر آباد نحو 40 ألف طالب في المرحلة الثانوية، يجرون اختباراتهم باللغة العربية، وفي مقاطعة كيرلا الهندية نحو 12 ألف معلم يدرسون اللغة العربية، مؤكداً على قيمة اللغة العربية في عيون المتذوقين لها من غير أبناء جنسها، ومن بينها الهند لمضامين عدة، منها المعرفية التي تنهض بها اللغة العربية بوصفها لغة إنسانية حية، وكونها لغة القرآن، ولغة أهل الجنة، ولم تكن اللغة العربية في يوم من الأيام قاصرة عن استيعاب متطلبات العصر والنهوض بحضارة الأمة، وأن الأرقام الإحصائية تشير إلى قرابة المليار إنسان يتكلمون العربية من خلال إتقانهم لها تحدثاً وكتابة، أو من خلال قراءة القرآن الكريم بلسان عربي مبين. وأبان الدكتور سهيل صابان "تركي"، أن العربية يتحدث بها كل مسلم في ليله ونهاره حتى لو لم يتقنها، أو يعرف معنى ما يتحدث به. وهي تختلف عن أية لغة في العالم؛ بسبب ارتباط العربية بالعبادات في الإسلام، وتوجد لغة أخرى، يحفظ الإنسان نصوص كتاب دون بها وهو لا يتقنها، مستعرضاً تجربته بقوله "لقد تربيت في محيط، لا يتقن أهله العربية، ولا يفهمونها، وليست لديهم دراية بتراكيبها ولا قواعدها، اللهم تدريس العلوم الشرعية لدى بعض العلماء، الذين لا يتقنون منها سوى ما يتعلق بالعلوم التي يدرسونها، وكنت أتردد صباح كل يوم إلى منزله قبل أن أذهب إلى المدرسة والتحق بزملائي في المرحلة الابتدائية. وتعلمت قراءة القرآن الكريم، وأخذت دورة مكثفة في قواعد التجويد دون أن ألم يشيء في اللغة العربية، وتخرجت في الثانوية العامة وأنا لا أعلم شيئاً من هذه اللغة التي كانت من أكبر أمنياتي تعلمها بأصولها وقواعدها. وكان يحز في نفسي أن أقرأ آيات الذكر الحكيم دون أن أعلم شيئا عن معناها. لقد ترك ذلك حسرة في نفسي لهذه اللغة، فسعيت السعي الحثيث لتعلمها، فكانت فرصة الالتحاق بمعهد اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض".