قبل نحو 4 أشهر حطت في أحد الموانئ المحلية شحنة من الشاي الأفريقي القادم من كينيا، وهي وجهة استيراد غير معهودة لمنتج الشاي، الذي يرتبط تاريخيا بدول آسيوية مثل الصينوالهندوسريلانكا "سيلان"، التي تعد جميعا من أوائل الدول المنتجة للشاي في العالم. ويبدو أن مشهد الشاي في المملكة مقبل على التغير شيئا فشيئا مع دخول الشاي الكيني، الذي أصبح يحظى بالمرتبة الثالثة كأكبر محصول للشاي في العالم، بعد الصينوالهند، متقدما على دول عرفت تاريخيا بضخامة الإنتاج مثل سريلانكا. وتمثل المملكة ثاني أضخم سوق عربي للشاي بعد مصر، إذ تستورد ما قيمته 200 مليون دولار من ذلك النبات سنويا؛ بمختلف أنواعه الأسود والأخضر والأبيض والذهبي، فيما يصل حجم الاستهلاك إلى نحو 30 ألف طن سنويا، بحسب دراسة متخصصة صادرة أواخر يناير الماضي. ويقول مدير شركة جولد كراون فودز الكينية المصدرة للشاي، نافيد عارف في تصريح إلى"الوطن": "تقدمت كينيا عدة مراتب على المستوى العالمي في حجم الإنتاج. كما أن الأراضي الزراعية الكينية تتمتع بخصوبة عالية، ومناخ مماثل لذلك الموجود في البلاد العريقة في زراعة الشاي، إلى جانب وجود ضوابط مشددة على أساليب الزراعة، واستخدام الأسمدة". ويضيف: "القارة الأفريقية ما تزال بكرا، فيما تمتاز كينيا بجودة إنتاجها من الشاي، وقربها من الأسواق الأفريقية والخليجية. وصحيح أن المنتج جديد نسبيا على السوق السعودية، إلا أنني أتوقع أن يلقى الشاي الكيني قبولا لدى المتذوقين؛ لا سيما أنه يحتفظ بطعم جيد، وهو أرخص ثمنا من الأنواع الموجودة في السوق، ويراعي شروط التغليف والتعبئة". وبحسب إحصاءات حديثة مجمعة من مجالس الشاي ووزارات التجارة في أكبر الدول تصديرا للشاي في العالم للعام 2013، استحوذت الصين على المرتبة الأولى بإنتاج 1.8 مليون طن، تلتها الهند بنحو 1.13 مليون طن، وجاءت كينيا في المرتبة الثالثة بإنتاج 432.2 ألف طن، وبعدها سريلانكا بما يقارب 340.2 ألف طن، وحلت تركيا في المرتبة الخامسة عالميا بمحصول يقارب ربع مليون طن. وتستهلك كينيا محليا نحو 26.5 ألف طن فقط، فيما يذهب الباقي للتصدير، ويعدّ عارف ذلك أمرا إيجابيا، إذ يشرح أن "قلة استهلاك مشروب الشاي في كينيا يمنح ذلك البلد الأفريقي ميزة تصديرية نسبية لا تتوافر في أسواق الهندوالصينوسريلانكا، التي يذهب جزء كبير من إنتاجها للاستهلاك الداخلي. كما أن البلاد تنتج أنواعا مختلفة من الشاي الرائج الاستخدام كالأسود والأخضر".