يعرف الشاي السيلاني بمفعوله المهدئ والمسكن لكن سريلانكا تروج الآن لمنتجها هذا كمحفز للرغبة الجنسية. في مسعى لأن تطور صناعة الشاي الذي يعد أكبر مصدر دخل للبلاد، إذ في العام الماضي بلغت قيمة الصادرات من الشاي السريلانكي 1,5 مليار دولار . وتركز صناعة الشاي اكثر فاكثر على خصائص الشاي السيلاني المحفزة للرغبة الجنسية في محاولة لتغيير الصورة النمطية الراسخة في الاذهان عن هذا الشراب الذي يباع بسعر يقل عن سعر الماء في بعض الاسواق. ويقول روهان فرناندو الذي تبيع شركته "اتش في ايه فودز" مرطبان صغير من الشاي السيلاني الفاخر بسعر 350 دولارا "اننا نشدد على خصائص الشاي التي تعطي الشخص ميزة في غرفة النوم". ويضيف "لطالما كان الشاي تقليدا، شراب الفقراء. لكننا نريد ان نكون في اعلى السلسلة الان". هذه الاوساط لا تملك بعد اثباتا طبيا بان الشاي السيلاني يحسن الاداء الجنسي الا ان خصائصه هذه تغذي منذ فترة طويلة الاساطير بين محبي الشاي في سريلانكا. والانواع المعروفة بقوتها في هذا المجال هي النوعية البيضاءالعالية الجودة معروفة باسم "سيلفر تيبس" و"غولدن تيبس" التي تزداد شعبيتها بين رجال الاعمال الصينيين الاثرياء فضلا عن السعوديين واليابانيين الاغنياء على ما يقول فرناندو. وخلافا للشاي العادي فان الانواع البيضاء مصنوعة فقط من براعم الشاي الطرية التي يتم تجفيفها باشعة الشمس والاهتمام بها بعناية حتى يتحول لونها الى الذهبي او الفضي. في مصنعه لانتاج الشاي في كاندانا شمال العاصمة كولومبو يحمل فرناندو وعاء من الخزف ملفوف بالمخمل الاسود ومحكم الاغلاق بشريط ذهبي، قائلا ان منافع هذا الشاي لا تقتصرعلى الصحة الجنسية. فهذا الشاي يحوي البوليفينول والفلافونويد ومضادات الاكسدة المعروف انها تحسن النظام المناعي والدورة الدموية. ويروج هرمان غوناراتني وهو من كبار منتجي الشاي، للمزايا نفسها في الشاي الذي ينتجه ويطلق عليه اسم "فيرجين وايت" لان اي يد بشرية لم تلمسه خلال عملية الانتاج خلافا للانواع العادية التي تقتطف باليد من شجيرات الشاي. ويباع هذا الشاي في متاجر "مارياج فرير" الشهيرة في باريس بسعر 88 دولارا لعلبة تحوي 20 غراما اي ما يعادل 4400 دولارا للكيلوغرام الواحد. ويقول غوناراتني لوكالة فرانس برس "يحوي شاي +فيرجين وايت+ 10,11 في المئة من مضادات الاكسدة.. انه على الارجح اعلى مستوى لمضادت الاكسدة في اي شاي اخر". ويؤكد "عندما تتحسن صحتك بشكل عام فان اداءك الجنسي يتحسن اوتوماتيكيا". والشاي ليس منتجا مستوطنا في سريلانكا لكنه اصبح من اهم الصادرات الهندية بعدما ادخل الاسكتلندي جيمس تايلور اول نبتة شاي في العام الى هذا البلد 1849. وتنظم سريلانكا ايضا اكبر مزاد اسبوعي للشاي حيث يتم التدوال بخمسة الى ستة ملايين كيلوغرام. لكن الجزيرة قد تصل قريبا الى قدرتها القصوى في الانتاج بعدما صدرت العام الماضي ما يقارب 320 مليون كيلوغراما من الشاي. وغوناراتني هو من المدافعين عن الشاي الذي يريدون الحفاظ على سمعة الشاي السريلانكي النظيف الخالي من بقايا المبيدات الحشرية والملوثات الاخرى. وهو يطمح الى توافر انواع عالية الجودة اكثر منزيادة الصادرات التقليدية الرخيصة الثمن. ويؤكد "علينا ان نضع صورة جديدة للشاي. ولدينا القدرة على زيادة عائدات الشاي اربعة اضعاف". وسيبدأ مجلس الشاي السريلانكي قريبا حملة تسويق عالمية واسعة للمرة الاولى منذ عقود تروج للمنافع الصحية للشاي العالي الجودة. ويقول اونيل كوك رئيس شركة بيع الشاي "ايجيا سياكا كوموديتيز" ، ان الشاي السيلاني يجب ان "يحظى بمراجعة على الصعيد العالمي" مع التركيز على زيادة قيمته. ويؤكد كوك "تقوم بذلك راهنا شركات قليلة على نطاق ضيق لكن يمكن ان يحصل هذا المجهود على دعم اكبر". ويسلك غورناراتني هذا الطريق حيث تحولت مزرعته في جنوب الجزيرة الى محطة للسياح مع متحف للشاي وجولات وجلسات تذوق. ورغم تراجع انتاجه اليومي من اوراق الشاي من 20 الى الفي كيلوغرام فان منتجاته الموجهة للذواقة تباع باسعار تزيد عشر مرات عن اسعار الشاي العادي الذي يباع في السوق المحلية. ويقول "منذ انتقلت الى انتاج الشاي العالي الجودة المتخصص تضاعفت عائداتي".