واصل المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط مارتين أنديك، تحركاته المكوكية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في محاولة لإيجاد صيغة مقبولة بشأن الإفراج عن الدفعة الرابعة والأخيرة من الأسرى القدامى التي تضم 30 أسيرا، كان من المفترض الإفراج عنهم مساء أول من أمس السبت، قبل أن تماطل إسرائيل في عملية التنفيذ. وقد استبعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنجاز أي صفقة يتم بموجبها إطلاق سراح سجناء فلسطينيين دون أن تحصل إسرائيل على شيء واضح بالمقابل، مشيرا خلال اجتماع له مع الوزراء من حزب (الليكود) الذي يتزعمه، إلى أن أي صفقة قد يتم التوصل إليها ستقدم إلى مجلس الوزراء الإسرائيلي للمصادقة عليها. وطالب نتنياهو الوزراء الإسرائيليين بتجنب إطلاق أي تصريحات بشأن الأزمة في المفاوضات مع الفلسطينيين إلى حين تتضح صورة الوضع. بدوره، أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أنه يقوم بسلسلة اتصالات دقيقة وحساسة مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي، تتطلب أكبر قدر من الابتعاد التام عن التصريحات الصحافية ووسائل الإعلام. وعلى صعيد الدفعة الرابعة من الأسرى، فقد شدد عريقات على أن الأبواب لم تغلق، وأن على إسرائيل الالتزام بالإفراج عن 30 أسيراً، على اعتبار ذلك استحقاقا وجب تنفيذه لاستكمال الإفراج عن (104) معتقلين ما قبل توقيع اتفاق أوسلو تم الإفراج عن 74 منهم على ثلاث دفعات، وبقيت الدفعة الرابعة المكونة من 30 أسيراً. وأكد عريقات أن الرئيس محمود عباس يبذل كل جهد ممكن لضمان الإفراج عن الدفعة الرابعة، مشدداً في الوقت نفسه، على الرفض الفلسطيني لمحاولة الربط بين الإفراج عن هؤلاء الأسرى وأي مسألة أخرى، على اعتبار أن الجانب الفلسطيني كان قد التزم بعدم الانضمام للمؤسسات والمواثيق الدولية لمدة تسعة أشهر مقابل الإفراج عن ال(104) أسرى ما قبل أوسلو. وبدوره، دعا نادي الأسير الفلسطيني إلى وقف المفاوضات، إن لم تلتزم إسرائيل بالإفراج عن 30 أسيرا من الأسرى القدامى. ولفت نادي الأسير الفلسطيني، بمناسبة ذكرى يوم الأرض، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحتجز في سجونه ما يناهز (5000) أسير عربي، ممن أفنوا أعمارهم دفاعاً عن الأرض والقضية، موزعين على (22) سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف. وقال إن "إسرائيل تمارس انتهاكاً صارخاً للأعراف والمواثيق الدولية والديموقراطية باحتجازها ل(11) نائباً فلسطينياً في المجلس التشريعي في سجونها، وأقدمهم النائب القائد الأسير مروان البرغوثي المحكوم بالسجن 5 مؤبدات و40 عاما، ويقبع في سجن "هداريم".