أعلن الفلسطينيون أن إسرائيل أبلغتهم رفضها إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين الذي كان مقرًرا اليوم السبت، مؤكدين أنهم سيستأنفون مساعيهم للانضمام إلى المنظمات الدولية، مما يفاقم الأزمة في المبادرة التي يقوم بها وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وصرح نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب لوكالة فرانس برس الجمعة أن «الحكومة الإسرائيلية أبلغتنا من خلال الوسيط الأميركي وراعي عملية السلام أنها لن تلتزم بإطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين». وأضاف أن «إسرائيل رفضت الالتزام بالأسماء المتفق عليها من المعتقلين في السجون الإسرائيلية منذ ما قبل اتفاق أوسلو عام 1993». وردًا على سؤال لفرانس برس، رفض مسؤولون إسرائيليون الإدلاء بأي تعليق مباشرة. لكن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قالت إنها قد تلغي الإفراج عن الدفعة الأخيرة من الأسرى بسبب تدهور الأجواء مع الفلسطينيين. وكانت إسرائيل وافقت لدى استئناف المفاوضات في يوليو 2013 على إطلاق سراح 104 أسرى فلسطينيين اعتقلوا قبل اتفاقات أوسلو للسلام عام 1993 وذلك على 4 دفعات خلال 9 أشهر مع تقدم محادثات السلام. وتأتي تصريحات الرجوب غداة لقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمبعوث الأميركي مارتن أنديك في عمان. وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إن «السفير أنديك ووزير الخارجية كيري ما زالا يعملان بشكل مكثف مع الطرفين بشأن هذه المسائل». وكانت إسرائيل وافقت على إطلاق سراح هؤلاء الأسرى مقابل تعليق الفلسطينيين أي مساعٍ لإنضمام فلسطين إلى منظمات دولية بما فيها الهيئات القانونية ذات الصلاحيات الدولية. وأفرجت إسرائيل حتى الآن عن 78 أسيرًا في 3 دفعات. لكن حكومة نتانياهو كانت هددت بإلغاء الإفراج عن الدفعة الرابعة، نظرًا لتردي المناخ بين الطرفين مع اقتراب انتهاء مهلة المفاوضات في 29 أبريل. وكان الرئيس الفلسطيني ووزير الخارجية الأميركي أجريا مباحثات استغرقت نحو 4 ساعات الأربعاء في عمان، وصفها مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية «بالبناءة». لكن مسؤولًا فلسطينًيا في رام الله قال إن عباس أكد لكيري رفضه «لأي حل وسط في قضية إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى» الفلسطينيين. وقال المسؤول الفلسطيني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لفرانس برس إن عباس أبلغ كيري أنه «من المطلوب تنفيذ إطلاق سراح الدفعة الرابعة التي تضم 30 معتقلًا تم تسليم اسمائهم والاتفاق على الافراج عنهم بالأسم واحداً واحداًُ». ويتعلق الأمر أيضا ب»14 معتقلاً من عرب إسرائيل وعودتهم إلى منازلهم في أماكن سكناهم في إسرائيل»، على حد قول الرجوب. وترفض إسرائيل الإفراج عن هؤلاء لأسباب تتعلق بالسيادة الوطنية. وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن نتانياهو يمكن أن يوافق على إطلاق سراحهم إذا أصدر أوباما عفوًا عن جوناثان بولارد المحلل السابق في البحرية الأميركية الذي يمضي عقوبة بالسجن مدى الحياة بتهمة التجسس لحساب إسرائيل التي تطالب بالإفراج عنه.