شهدت الرياض أمس، العرس الثقافي السنوي لجائزة الملك فيصل العالمية في دورتها السادسة والثلاثين، إذ رعى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مراسم حفل تتويج الفائزين بالجائزة. وعرج مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية، رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية، الأمير خالد الفيصل، في كلمته على ما تعانيه المنطقة والعالم من تقلبات واضطرابات، منتقدا إنتاج بعض المراكز البحثية وتركيزها على الدراسات الرامية لإحداث الدمار والفوضى والانقسامات. غير أن الفيصل استدرك بالقول: "ولكن في الأفق لم يزل بصيص من أمل، في وميض من عمل، يقدح وإن على خجل"، مؤكدا أن هناك بقايا خير في البشر سيظهر لا محالة مهما استتر، ليخدم العلم والسلام، ولينعم بالحياة الأنام. شهدت الرياض أمس العرس الثقافي السنوي لجائزة الملك فيصل العالمية. فنيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رعى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، مراسم حفل تتويج الفائزين بالجائزة في دورتها ال36، وبحضور ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير مقرن بن عبدالعزيز. مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية الأمير خالد الفيصل، ركز في كلمته التي ألقاها في الحفل، على ما تعانيه المنطقة والعالم من تقلبات واضطرابات، منتقدا إنتاج بعض المراكز البحثية وتركيزها على الدراسات الرامية لإحداث الدمار والفوضى والانقسامات. غير أن الفيصل استدرك بالقول "ولكن في الأفق لم يزل، بصيص من أمل، في وميض من عمل، يقدح وإن على خجل"، مؤكدا أن هناك بقايا خير في البشر سيظهر لا محالة مهما استتر، ليخدم العلم والسلام ولينعم بالحياة الأنام. وذهبت جائزة الملك فيصل العالمية لهذه الدورة، لإنجازات عالمية رائدة في مجالات خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية (وموضوعها التراث الحضاري لمكة المكرمة)، واللغة العربية والأدب (وموضوعها الدراسات التي تناولت الرواية العربية الحديثة)، والطب (وموضوعها التشخيص غير التدخلي في أمراض الأجنة)، والعلوم (وموضوعها الرياضيات). وقبيل تسليم ولي العهد الجوائز للفائزين، ألقى الأمير خالد الفيصل كلمة جاء فيها "في الأجواء عواصف وتقلبات واضطرابات، وفي الأرجاء زلازل وبراكين وفياضانات.. و في المراكز بحوث ودراسات لإنتاج دمار وفوضى وانقسامات.. وعالم تتلاطم أمواجه بلا شطآن.. وضبابية حالت دون فهم الإنسان للإنسان". لكن رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية استدرك بالقول "ولكن في الأفق لم يزل، بصيص من أمل، في وميض من عمل، يقدح وإن على خجل"، مؤكدا أن ذلك "بقايا خير في البشر ظاهر لا محالة مهما استتر.. يخدم العلم والسلام لينعم بالحياة الأنام.. كيف لا وفي الدنيا أمثالكم أيها العلماء النجباء النبلاء.. الشكر للراعي الأمين والتهنئة للفائزين وتحية للحاضرين وبالله نستعين". وسلم ولي العهد جوائز الملك فيصل العالمية للفائزين بها، والذين تم اختيارهم وفقا لاشتراطات الجائزة، وكانت من نصيب علماء من السعودية وألمانيا ونيجيريا والصين والعراق، وحصل كل واحد منهم على 200 ألف دولار وميدالية من ذهب. وقدمت جائزة خدمة الإسلام للشيخ الدكتور أحمد ليمو (النيجيري الجنسية) لانفتاحه الفكري واعتداله ووسطيته وجهوده التعليمية والدعوية والتطويرية الكبيرة التي تمثَّلت في تأليف عدد من الكتب الإسلامية والمراجع المدرسية التي سدت جزءاً كبيراً من حاجة المجتمع النيجيري بالذات وأصبحت مرجعاً للأجيال المسلمة في نيجيريا في فهم الإسلام؛ والتعمق في دراسة العقيدة الإسلامية؛ وتأسيس عدد من الجمعيات والمدارس والأوقاف؛ ودعم حقوق المرأة المسلمة في نيجيريا بشكل متواصل؛ والحث على التعايش السلمي، والتغلُّب على العنف الطائفي في البلاد. أما جائزة الدراسات الإسلامية فذهبت للدكتور عبدالوهاب بن إبراهيم أبوسليمان (السعودي الجنسية)؛ تقديراً لجهوده العلمية المتنوِّعة الراصدة والموثقة لتفاعل الناس حضارياً في الحرم المكي وما حوله، وبخاصة كتابه "باب السلام"، معيداً رسمه في حقب تاريخية مهمة. جائزة اللغة العربية والأدب سيتسلمها الدكتور عبدالله إبراهيم (العراقي الجنسية)، تقديراً لأعماله العلمية وإسهاماته في دراسة الرواية العربية الحديثة التي أخضعها للعناصر الأصيلة والوافدة من الآداب والثقافات، رابطا الخطاب السردي العربي بغيره من الخطابات الأخرى. وعن فرع الطب قدمت الجائزة للبروفيسور يوك منج دنس لو(الصيني الجنسية) لدوره الرائد في مجال التشخيص غير التدخلي في أمراض الأجنة؛ إذ استطاع في عام 1989 أن يتعرف على جنس الجنين بفحص حمض دنا الجيني وحمض رنا الجيني في دم الأم وتعرف على آلية حدوث ذلك، واستخدم في بحوثه أحدث التقنيات مع طرق إبداعية أدت إلى نتائج غير مسبوقة لوضع أولى اللبنات على طريق التشخيص غير التدخّلي. بينما ذهبت جائزة العلوم، للبروفيسور جيردفولتينجز (الألماني الجنسية)، وذلك لإسهاماته الرائدة في الهندسة الجبرية ونظرية الأعداد وتجمع أعماله بين الإبداع والرؤية والقوة التقنية. وبذلك انضم الفائزون بالجائزة في دورتها الحالية، لكوكبة من المفكرين والعلماء من الشرق الأوسط ومختلف أرجاء العالم من أصحاب الإنجازات الذين تم تكريمهم بالجائزة خلال ال36 عاماً الماضية. نص كلمة رئيس هيئة الجائزة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، أصحاب السمو والمعالي والسعادة ضيوفنا الكرام.. الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته في الأجواء عواصف وتقلبات واضطرابات، وفي الأرجاء زلازل وبراكين وفيضانات، وفي المراكز بحوث ودراسات، لإنتاج دمار وفوضى وانقسامات، وعالم تتلاطم أمواجه إلى شطآن، وضبابية حالت دون فهم الإنسان للإنسان، ولكن في الأفق لم يزل بصيص من أمل في وميض من عمل يقدح وإن على خجل، إنه بقايا خير في البشر.. ظاهر لا محالة مهما استتر، يخدم العلم والسلام، لينعم بالحياة الأنام.. كيف لا.. كيف لا.. وفي الدنيا أمثالكم أيها العلماء النجباء النبلاء، الشكر للراعي الأمين والتهنئة للفائزين، وتحية للحاضرين، وبالله نستعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.