انتهت أمس فصول القصة المؤلمة للطفلة "لمى الروقي" بمشهد مهيب لعشرات المشيعين وهم يحملون بقايا جسدها إلى القبر، ليكتمل جثمانها الصغير بعد أن تمزق خلال عمليات انتشالها من البئر التي سقطت بها قبل نحو 100 يوم. وشهدت المقبرة العامة بتبوك أمس، وصول جنازة الطفلة لمى الروقي، بعد أن تمت الصلاة عليها في مسجد الدعوة بتبوك، بحضور المئات من أهالي تبوك، إضافة إلى والدها عايض الروقي الذي تقدم المشيعين وهم يحملونها إلى المقبرة. وبدا والد الطفلة متماسكاً وهو يساعد في تجهيز قبرها، حاملاً بيده معولاً يحفر به قليلاً ثم يتوكأ عليه والحزن يعلو ملامح وجهه، فيما خيم الصمت على الجميع أثناء إنزال جنازة الصغيرة إلى القبر، قبل أن يبدأوا بإهالة التراب عليها لدفنها، مرددين الدعوات لها ولعائلتها. وبعد انتهاء الدفن، تقاطر المشيعون على والدها لتقديم العزاء له، بمشاركة العشرات من أهالي محافظة حقل، وسكان القرى القريبة من موقع البئر، الذين شاركوه سابقاً كل تفاصيل الانتظار بالقرب من فوهة البئر، أثناء عمليات البحث والإنقاذ التي استمرت منذ 20 ديسبمر الماضي. الروقي تحدث ل"الوطن"، بعد انتهاء مراسم التشييع، مكتفياً بقوله "يرحمها الله ويسكنها فسيح جناته، والله الذي أعطى والله الذي أخذ، ولا نعترض على قضاء الله وقدره، وأسأل الله أن يرحمنا ويرحم أموات المسلمين". لمى الروقي، بأعوامها ال6.. كانت محور اهتمام وسائل الإعلام بمختلف أنواعها، على مدى الأيام التي رافقت قصتها التي بدأت مع سقوطها في بئر إرتوازية مهملة في وادي الأسمر "40 كلم جنوب محافظة حقل"، حين كانت تتنزه برفقة عائلتها، لتتحول لقضية رأي عام تناولت أداء بعض الجهات الحكومية، والرقابة على احتياطات السلامة، والأنظمة المتعلقة بحفر الآبار. وباشر الدفاع المدني بتبوك أعمال البحث ومحاولات الانتشال منذ الساعات الأولى لسقوط الطفلة، إلا أن الطبيعة الجغرافية للموقع، إضافة إلى الإمكانات المحدودة للدفاع المدني، أجبرته على الاستعانة بشركات من القطاع الخاص "أرامكو، معادن"، وغيرهما، وما تطلبه ذلك من تأخير، ليعلن في الثاني من فبراير انتشال أجزاء من جسد الطفلة، فيما أقفل عمليات البحث بعد نحو أسبوع من ذلك. في الجانب الآخر، كان والد الطفلة يواصل مطالباته بانتشال بقايا الجثة، رافضاً تسلم الأجزاء التي تم انتشالها، قبل أن يوافق قبل أيام على تسلمها، فيما أكد في تصريح سابق ل"الوطن"، مواصلته للدعاوى التي رفعها ضد جهات حكومية اتهمها بالتقصير في أداء مهمتها، إضافة إلى دعوى أخرى ضد إعلاميين أسهما في ترويج إشاعات مسيئة له ولعائلته خلال أيام البحث والترقب لانتشال الطفلة.