على وقع تصاعد التوتر في مدينة طرابلس شمال لبنان، اجتمعت الحكومة الجديدة للرئيس تمام سلام للمرة الأولى أمس، وأقرت توصيات مجلس الدفاع الأعلى حول الخطة الأمنية والمتصلة بإنهاء النزاع في طرابلس، والتي تتضمن - حسب مصادر مطلعة - خطوات سياسية وتدابير أمنية، منها رفع الغطاء السياسي عن المسلحين، والدخول إلى جبل محسن وباب التبانة واستعمال القوة الرادعة إذا اقتضى الأمر، كذلك الانتشار على كل المحاور بشكل كثيف لمنع أيّ محاولة توتير جديدة، ومنع المظاهر المسلحة وإزالة المتاريس، وتسليم المطلوبين للعدالة على أن يعالج فيما بعد وضع السلاح المنتشر بين المنطقتين. كما أقر مجلس الوزراء إعطاء داتا الاتصالات كاملة للأجهزة الأمنية، رغم اعتراض وزراء "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" وتحفظ وزراء "حركة أمل". كما قرر المجلس عقد جلسة الاثنين المقبل للبت في تعيين نواب لحاكم مصرف لبنان، وبالمراسيم التنظيمية لإنشاء شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي. وكان اجتماع الحكومة أمس قد استهل بكلمة للرئيس اللبناني ميشال سليمان، أكد فيه أن قمة الكويت جاءت في صالح لبنان بامتياز، حيث برز التضامن مع بيروت في مواضيع عدة من بينها النازحون السوريون واللاجئون الفلسطينيون، ودعم الجيش، ودعم مجموعة الدعم الدولية، وتبني إعلان بعبدا والمحكمة الخاصة بلبنان ومقاومة الاحتلال"، داعيا الحكومة إلى وجوب متابعة هذه القرارات. ميدانيا، أعلنت قيادة الجيش في بيان أمس، أن شخصين ملثمين يستقلان دراجة نارية في محلة البولفار – طرابلس، أطلقا النار، باتجاه المؤهل فادي جبيلي من عناصر الجيش اللبناني مما أدى إلى مقتله، لافتة إلى سماع إطلاق عيارات نارية في محلة محرم في المدينة، تبين أنها ناتجة عن قيام وحدات الجيش بمطاردة مشتبه بهم، وتم إلقاء القبض على السوري عقبة حاميش، الذي أطلق النار على الجبيلي. كما أطلق مجهولون النار من مدافن باب الرمل في طرابلس على العريف في قوى الأمن الداخلي سامر دندشي (حارس أمام المركز الثقافي الروسي) من دون أن يتمكنوا من إصابته ولاذوا بالفرار. وأصيب شخصان بإطلاق رصاص بين باب التبانة وجبل محسن عند السلم العريض في جبل محسن هما يحيى وعلي ضاهر. إلى ذلك، أوقف الجيش اللبناني أمس، متهما بالضلوع في تفجيرات بسيارات مفخخة، وقال مصدر أمني، إن المتهم أصيب أثناء مداهمة مكان وجوده. وأضاف أن "مخابرات الجيش أوقفت أمس المطلوب سامي الأطرش في مداهمة نفذتها في بلدة عرسال" في شرق البلاد على الحدود مع سورية. من ناحية ثانية، أكد قائد الجيش العماد جان قهوجي، أن الجيش استطاع كسر شوكة شبكات التجسس الإسرائيلية والخلايا الإرهابية، بإلقاء القبض على أكثر من 85% من المشاركين في التفجيرات التي استهدفت الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، مشيرا إلى أن الجيش لن يتخلى عن حقه في فرض الأمن والاستقرار. من جانبها، استغربت "كتلة المستقبل" تجاهل وزارة الخارجية الاعتداءات والخروق التي نفذتها قوات النظام السوري ضد السيادة اللبنانية، مطالبة الحكومة اللبنانية ب"خطة أمنية للبقاع والشمال وطرابلس ومناطق التوتر، إذ لم يعد جائزا ترك الأمور كما هي".