برغم بروز خلافات أثناء المؤتمر الوزاري التحضيري للقمة العربية التي تنطلق اليوم، حول تولي الائتلاف السوري مقعد سورية في الجامعة العربية، إلا أن سورية، وما يعانيه شعبها من ويلات الحرب التي يديرها نظامها الدموي، وحدت الرأي العربي، على الأقل في مواجهة بطش نظام الأسد وسفكه دماء الشعب السوري منذ أكثر من 3 أعوام. ومع أن كلاً من العراق، والجزائر، ولبنان"، عارضت مجتمعة تولي الائتلاف مقعد بلاده، إلا أن درجة معارضتها تفاوتت بين دولة وأخرى، وهو ما يشرحه مسؤولٌ عربي بقوله "لبنان موقفها أسهل من غيرها في شأن رفض أو قبول تسليم المقعد السوري للائتلاف، لاعتبار أن المؤيدين لنظام دمشق هم شريحة سياسية، وضعها إعلان بعبدا في إطارٍ معين. أما الجزائر فتأتي في الموقع الثاني من ناحية الصعوبة، لأسباب تتعلق برأس النظام لا أكثر. بينما العراق هي الأكثر تعنتاً لمساندتها دمشق، على أساسٍ طائفي، مرسومٍ من قبل طهران". وسيلقي رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا كلمة خلال القمة، حيث سيجلس خلال ذلك على مقعد بلاده في طاولة الاجتماعات، كما حدث في قمة الدوحة السابقة، حين جلس رئيس الائتلاف السابق معاذ الخطيب على مقعد سورية عند إلقاء كلمته، مع أن ذلك لا يعني إقراراً من الجامعة بتسليم المقعد. أما ملف "الإخوان المسلمون" الذين صنفتهم الرياض مؤخراً كمنظمة إرهابية، فقد شطر العرب نصفين، حتى وإن كان على نطاقٍ ضيق، لكن الشرخ بدا أكبر ممن انقاد وراء تبني دعم الجماعة ولا يزال، حتى بالرغم من الضغوطات السياسية التي بلغت مستوى سحب السفراء من الدوحة، العاصمة الأكثر دعماً للجماعة المحظورة. وهكذا "تؤكد الجماعة" مرة أخرى أنها ما جمعت العرب يوماً على كلمة واحدة، ولم تسهم في تقوية الصف العربي، وكل ما فعلته هو أنها أذكت الخلافات وأججت نيران الفرقة، بسبب سياساتها التي لم تجد تجاوباً في أي بلد اكتوى بنيران حكمها، واصطلى بجحيمها. وبحسب أجواء القمة العربية في الكويت، فإن جهود التسوية ما بين دول الخليج ستبوء بالفشل، بحسب ما يكتنف القمة من أجواءٍ غير متفائلة بتلك الجهود، التي بدأت بالأساس في أعقاب اتخاذ ثلاث دولٍ خليجية قرار سحب سفرائها من الدوحة، جراء مساندتها الجماعة.