شكا الفريق الدولي الذي يشرف على إزالة الأسلحة الكيماوية السورية من بطء سير العملية، مشيراً إلى أنه تم تقريباً شحن نصف الأسلحة التي أعلنت عنها دمشق إلى خارج البلاد بعد تحميل شحنتين على سفينتين راسيتين في البحر المتوسط الأسبوع الماضي. وأوضحت البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية في بيان لها أمس، أن نسبة ما تم إخراجه حتى الآن من الترسانة السورية لم يتجاوز 54% من الأسلحة الكيماوية، مشيرة إلى وجود صعوبات ما زالت تعترض إكمال المهمة التي بدأت باتفاق جرى توقيعه بإشراف الأممالمتحدة بعد وساطة روسية جنبت دمشق خطر عمل عسكري كانت الولاياتالمتحدة تلوح به رداً على جريمة استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق في الحادي والعشرين من أغسطس من العام الماضي. وأثبتت تحقيقات قام بها فريق دولي تابع للأمم المتحدة مسؤولية السلطات السورية عن الهجوم، رغم أن السلطات الحكومية حاولت إلقاء اللوم على المعارضين، إلا أن التقرير أثبت أن الأرقام التسلسلية للأسلحة المستخدمة يثبت أنها خرجت من مخازن الجيش النظامي. وأن الآلية التي أطلقت بها قد لا تتوافر للمعارض. وتخلفت سورية بالفعل عن مهلة في الخامس من فبراير الماضي لتسليم أو تدمير كل المواد الكيماوية التي تقدر بنحو 1300 طن التي أعلنت العام الماضي عن امتلاكها. كما لم تتمكن خلال الأسبوع الماضي من الإيفاء بمهلة لتدمير 12 منشأة إنتاج وتخزين. ويشير مراقبون إلى أن عملية التخلص من الأسلحة متأخرة عدة أشهر عن البرنامج الزمني، ويحتمل ألا تتمكن سورية من الوفاء بمهلة تدمير كل ترسانتها الكيماوية بحلول 30 يونيو المقبل. وكانت سورية قد طالبت بإمهالها حتى السابع عشر من أبريل المقبل لاستكمال إزالة ترسانتها الكيماوية تمهيداً لتدميرها في البحر، وهو ما قد يعني تأخير العملية النهائية للتدمير شهرين ونصف الشهر عن الجدول الزمني المقرر في الثلاثين من يونيو المقبل. إلا أن الولاياتالمتحدة وعدة دول غربية رفضت ذلك الطلب، مشددة على أن بمقدور دمشق الإيفاء بتعهداتها، إذا كانت جادة في التخلص من ترسانتها الكيماوية. ومع أن السلطات السورية تحاول التذرع بأن المشاكل الأمنية هي السبب في تأخير نقل الأسلحة الكيماوية إلى ميناء اللاذقية المطل على البحر المتوسط. إلا أن مراقبين يؤكدون عدم صحة هذه الحجج، مشيرين إلى أن نظام الأسد يريد اللعب بورقة الكيماوي لتحقيق المزيد من المكاسب السياسية. ولم يعطوا أهمية لمحاولة إرهاب الفريق التابع للأمم المتحدة عبر إسقاط صواريخ قريباً من المكان الذي يقيمون فيه وادعاء أن المعارضة هي التي قامت بالقصف، وطالبوا دمشق بالالتزام بسلامة الفريق الدولي. وقالت البعثة المشتركة إن تسليم الحمولتين إلى سفينتين راسيتين قبالة اللاذقية يعني أن 29.5% من الكيماويات ذات الأهمية القصوى، وهي الأشد خطورة قد تمت إزالتها، إلى جانب 82.6% من الكيماويات ذات الأهمية الثانية.