نالت حكومة رئيس الوزراء تمام سلام أمس ثقة مجلس النواب اللبناني التي منحها نواب كتلة "المستقبل"، و"الكتائب"، وتكتل "التغيير والإصلاح"، و"الوفاء للمقاومة"، والتنمية والتحرير"، بينما رفضت كتلة نواب القوات اللبنانية منح الحكومة الثقة، وامتنعت الجماعة الإسلامية عن التصويت. إلى ذلك، شهدت جلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة اللبنانية الجديدة، برئاسة تمام سلام، مناقشات حامية أمس، حيث طالب نواب بانسحاب حزب الله من سورية، وحثوا الجيش على التدخل لمنع تجاوزات المسلحين في عرسال وغيرها. وخلال المناقشة، قال النائب خالد عكار، إن الجيش اللبناني يتغاضى عن ضبط مسلحين. كما طالب آخرون بضرورة التعامل مع كل المسلحين من منطلق واحد، ورد رئيس مجلس النواب نبيه بري، بأن هذه القضايا يجب أن تناقش بعيداً عن الإعلام، متعهداً بمراجعة المشكلات الأمنية كافة مع رئيس الحكومة الجديد، تمام سلام. واستمرت المناقشات الحامية، إلا أن إدارة المجلس تدخلت وطالبت النواب بعدم الحديث في القضايا الأمنية، إلا من خلال القنوات المعنية. من جهة أخرى، عاد الوضع الأمني على الحدود اللبنانية – السورية للتوتر من جديد، حيث أطلقت طائرة حربية سورية، صاروح أرض – جو قرابة التاسعة والنصف من صباح أمس على المنطقة الواقعة بين الرهوة ووادي عجرم الحدوديتين عند أطراف بلدة عرسال لجهة وادي خالد. وبعد 20 دقيقة، أطلقت طائرة أخرى صاروخين مماثلين على منطقة خربة يونين عند الجرود الشرقيّة لبلدة عرسال، ثم تتالت الغارات حتى بلغت 8 غارات على خربة يونين على مرحلتين، مما أوقع قتلى وجرحى. وجاءت الغارات السورية مع تواصل القتال في منطقة قلعة الحصن في سورية، حيث أشارت مصادر أمنية إلى أن النظام السوري أراد قطع طريق إمداد مقاتلي المعارضة في تلك المنطقة. كما استهدف القصف الجوي السوري الذي بدأ في الرهوة وتبعه في يونين عدد من العائلات المدنية الهاربة من بلدة قلعة الحصن بسبب اشتداد المعارك هناك. وترددت معلومات عن مقتل أمير جند الشام في سورية في قلعة الحصن وهو اللبناني أبو سليمان الدندشي. هذا ولم تتمكن القوى الأمنيّة من الوصول على الفور إلى المناطق التي تعرضت للقصف بسبب وعورة الطريق، وظل التوتر قائماً في وادي خالد، حيث استهدفت بعض البلدات، لا سيما البقيعة وبلدتي بني صخر وخط البترول بالقصف وبوابل من الرشقات النارية من أسلحة رشاشة ومتوسطة مصدرها الجانب السوري، وأُصيبت منازل عدة في بلدة خط البترول. وناشد الأهالي الجيش اللبناني تأمين الحماية لهم أو العمل على إجلائهم، ولجأت سلطات النظام السوري إلى إغلاق معبر البقيعة الحدودي بين البلدين، مما أدى إلى توقف حركة العبور بالاتجاهين. ودارت اشتباكات عنيفة منذ الفجر عند الجانب السوري لمجرى النهر الكبير في منطقة البقيعة السورية. ودخل حوالي 35 جريحاً سورياً بينهم نساء وأطفال إلى وادي خالد، بينما تردد وجود أكثر من 100 جريح ينتظرون العبور. وادعت وسائل إعلام الممانعة دخول 200 مسلح من المعارضة السورية إلى منطقة وادي خالد، وهي المعلومة التي لم تؤكدها أي جهة رسمية لبنانية. وتحسباً لأي تطورات، أغلقت المدارس في المنطقة أبوابها، كما اتخذ الجيش اللبناني تدابير أمنية وسير دوريات على الطرقات العامة في وادي خالد.