سحبت المخيمات البساط من المقاهي والاستراحات بالمدينة المنورة، وذلك بعد أن اتجه كثير من المواطنين إلى قضاء أوقاتهم بنصب الخيام في المخططات وأطراف الأحياء السكنية، وهو ما زاد الإقبال على طلبات تأجير المخيمات، وتقلص الإقبال على الاستراحات ومقاهي الشباب لأكثر من 40%. وقال عدد من المواطنين الذين التقتهم "الوطن" أمس، إن أزمة الإسكان وارتفاع أسعار العقار والاستراحات، السبب الرئيس في اتجاه الشباب للمخيمات الذين وجدوا ضالتهم فيها هربا من صخب الأماكن العامة حتى أصبحت مخيمات الشباب وانتشارها مشهداً مألوفاً لسكان طيبة. وبحسب المواطن خالد الزايدي، فإن المخيمات أصبحت تزحف للمساكن وسط حي العزيزية فرارا من ارتفاع أسعار الاستراحات، حتى بات مشهدا لا تخلو منه المخططات وأطراف الأحياء. وأشار الزايدي إلى أنها مواقع جاذبة للشباب أكثر من المقاهي التي لا يخرج تكوينها عن الجلسات المتواضعة والمتلاصقة التي تفتقد للخصوصية والراحة. وتشهد استراحات طيبة في هذه الأيام ارتفاعا ملحوظا فى أسعارها في توجه وصفه المتابعون ب"بالاستغلالي" من قبل ملاك ومستثمرين نتيجة تزايد طلب العوائل والشباب عليها لقضاء أوقات فراغهم وإقامة المناسبات الخاصة. وأكد علي رضا السهلي "صاحب مكتب عقار"، أن كثيرا من المستثمرين يستأجرون هذه الاستراحات لسنوات طويلة بمبالغ تصل إلى 100 ألف ريال سنويا، إذ يعيد المستثمر تجديدها من ترميم وتأثيث، وفي هذه الحالة يجد نفسه مضطرا إلى رفع قيمة عقد الإيجار ليعوض ما قد خسره من دفع قيمتها والتحسينات التي قام بها. وقال بدر الصاعدي: إن شراء الخيم أقل تكلفة من الإيجار السنوي لاستراحة بالمدينة المنورة، والمتراوح بين 15 - 20 ألف ريال، في حين أن تكلفة الخيمة لا تزيد عن ألفي ريال فقط وبدون إيجار سنوي، مشيرا إلى أن عدم وجود البديل الجاذب جعل من الخيم ملاذا يسعى إليه الشاب للخروج من أزمة الفراغ، وأصبحت تلك المواقع أشبه بجرعات يومية تشحن المرتاد لمواجهة ضغوط الحياة اليومية. وقال محمد أبوالعنين "عامل محل بيع وتأجير الخيام"، إن سعر بيع الخيمة الواحدة ب800 ريال، بينما الإيجار اليومي 150 ريالا، مؤكدا في الوقت ذاته، أن الأجواء الغائمة والباردة وخاصة في مثل هذه الأيام، أسهمت بشكل كبير في انتعاش سوق الخيام وأدوات الرحلات البرية. من جهته، قال محمود عامر "صاحب أحد المخيمات"، إن موسم الشتاء يعد هو موسم أصحاب المخيمات، ففيه يزداد الطلب على المخيمات، وهذه الأيام الإقبال كبير جداً، وبخاصة مع رغبة الكثير من الناس في قضاء الوقت بعيدا عن صخب المقاهي، مشيراً إلى أن نسبة تأجير المخيمات زادت خلال الموسم الحالي إلى نحو 70%.