أعلن رئيس أركان القوات المسلحة السابق الفريق سامي عنان انسحابه من السباق الرئاسي، مشيراً إلى أنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية خلال الانتخابات المقبلة "إعلاء للمصلحة العليا للبلاد". وقال في مؤتمر صحفي عقده أمس إنه سيبقى دوماً محافظاً على العهد ووفياً للقسم الذي أقسمه بالولاء للوطن، مهما تبدلت المواقع أو تغيرت الظروف، مضيفاً أنه بذل مع المشير محمد حسين طنطاوي، في أعقاب ثورة يناير جهداً فوق طاقة البشر، وواصلا العمل ليل نهار، لحفظ الوطن والمحافظة على الجيش. في غضون ذلك، نفى المتحدث باسم الجيش العقيد أحمد محمد علي، مشاركة الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية في الإشراف على إعداد برنامج انتخابي لوزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي، الذي قد يترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة. وقال علي: "التقارير الإعلامية بشأن إشراف الهيئة الهندسية على البرنامج الانتخابي للسيسي ادعاء كاذب لا أساس له من الواقع، ويأتي في إطار حالة السيولة التي تجلت في عدد من وسائل الإعلام مؤخراً، وتستهدف عرض أنباء ومعلومات مغلوطة عن المؤسسة العسكرية وقادتها، بصورة مبنية على افتراضات وتخمينات وهمية". وأضاف "الهيئة جهاز تابع للقيادة العامة للقوات المسلحة، ولها مهام محددة، ولا علاقة لها بالعمل السياسي على الإطلاق، وترشح السيسي للانتخابات الرئاسية أمر شخصي متروك له ولا تتدخل فيه المؤسسة العسكرية". إلى ذلك، كشف مصدر مسؤول برئاسة مجلس الوزراء، أن المهندس إبراهيم محلب، ناقش موعد تقديم وزير الدفاع استقالته من منصبه في اجتماع المجلس أمس، وأن السيسي سيتقدم باستقالته، الأسبوع المقبل، عقب استلام مصر شحنة الأسلحة الروسية، وإغلاق هذا الملف وتسليمه لخلفه في الوزارة، وأضافت أن الأرجح لخلافة السيسي في منصبه كوزير للدفاع هو رئيس الأركان الفريق صبحي صدقي". من جهته، أصدر المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق، بيانًا رد فيه على ما نشرته شبكة "رصد"، القريبة من جماعة الإخوان، من تسجيلات أذاعتها تتهمه فيها بالتطاول على السيسي، مشيراً إلى أنه اعتاد أن يقول في السر ما يقوله في العلن، وإنه يعلم جيداً أن معركة الانتخابات الرئاسية سوف تشهد كثيراً من مثل هذه التصرفات غير الأخلاقية - على حد تعبيره -. وقال شفيق في بيانه الذي حصلت "الوطن" على نسخة منه: "تطرقت في حديثي إلى عدة نقاط، ما كان خلال المراحل الأولى لطرح فكرة ترشيح المشير عبدالفتاح السيسي رئيساً للجمهورية، حينما تم الإعلان عن دعم القوات المسلحة لهذا الترشيح، الأمر الذي لا يمكن تخيله، أو تقبله، فهو يتعارض مع كل القواعد المنظمة والأعراف التي تقتضي ابتعاد القوات المسلحة عن العملية الانتخابية، والنأي بنفسها عن كل ما يشوب ديموقراطية المرحلة من شوائب، كان هذا موقفي وأصر عليه إصرارا كاملا، ثم كان أن تدارك المختصون بالقوات المسلحة هذا الموقف سريعاً، وتم ترشيد الإجراءات، وتصحيح ما التبس فهمه، الأمر الذي تقبله المصريون كافة واقتنعوا به اقتناعاً كاملاً، وفي هذا السياق أؤكد احترامي للقوات المسلحة وأقدر دورها المخلص باعتباري مواطناً مصرياً. كما أن ثقتي في أن تضمن القوات المسلحة عملية ديموقراطية وانتخابية شفافة هي ثقة كاملة لا تقبل الشك". وأضاف "مع بعض الظواهر السلبية التي ذكرتها، والتي تم علاج بعضها ونأمل في استكمال علاج الباقي، فقد أعلنت دعمي الكامل للمشير السيسي، اقتناعاً بضرورة توحيد الجهود وتجنب بعثرة أصوات الناخبين فيما لا جدوى منه ولا فائدة". إلى ذلك، لقي ضابط بالجيش مصرعه فيما أصيب 3 آخرون، بينهم رائد متقاعد، في إطلاق نار من ملثمين كانا يستقلان دراجة بخارية على أتوبيس تابع للقوات المسلحة، وحمّل الجيش في بيان له جماعة الإخوان المسؤولية عن هذا الحادث، مشيراً إلى أن التحريات العسكرية هي التي تتولى التحقيق في الحادث للوصول إلى الجناة.