دعا الدكتور هاني فحص إلى أن يكون "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" منبرا دائما لتراكم خبرات الحوار داخل المجتمع، مؤكدا على أهمية تفعيل الحوار السني- السني بأسرع وقت؛ لأن تشظي الغالبية السنية في العالم العربي خطره أكبر من تشظي الطوائف الأخرى، على حد قوله. وأضاف فحص في تصريحات صحافية على هامش فعاليات "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة"، الذي اختتم أعماله أمس في أبوظبي: أن الحوار يتأسس على تنفيذ التسويات داخل العائلة والمدرسة، مؤكدا أنه ليس منشقا عن المجتمع الشيعي في لبنان بسبب آرائه الناقدة، وأن الانشقاقات داخل المجتمعات زادت الأمور سوءاً، ووصف نفسه بأنه "ناقد ودود"؛ رغم انتقاده المستمر للدور الإيراني في المنطقة، موجها سهام النقد إلى النظامين العراقي والسوري، وأن لبنان عانى منهما كثيرا، إذ برز ذلك في كلمته التي ألقاها ضمن جلسات حوار المنتدى. من جانبه، يرى الدكتور أحمد الكبيسي أن الخطوات التي اتخذتها المملكة أخيرا تجاه التنظيمات الإرهابية وتسمية الأشياء بمسمياتها، خطوات هامة وفعالة في سبيل تكريس السلم؛ لا سيما في وقت يعاني فيه أهل العراق، وبخاصة أهل الأنبار من الظلم والتشرد والعنف. كما أشاد بكلمة هاني فحص، عاداً بأنه سمى الأشياء بمسمياتها، وبخاصة إشارته المباشرة إلى الدور الإيراني في المنطقة. وأضاف أن رئيس اللجنة العلمية للمنتدى الدكتور عبدالله بن بيه يسعى من خلال علاقته بعلماء الأمة، إلى لم الشمل وتوحيد الكلمة، وأن تفعيل دور علماء الأمة ضروري لإصلاح حال الأمة. وكانت جلسات المنتدى شهدت في اليومين الماضيين مناقشات مستفيضة حول تدبير الاختلاف وثقافة الحوار، وآلية التعاطي مع المواثيق الدولية في مجال حقوق الإنسان، فيما قدم المتحدثون رؤاهم حول عدة مواضيع، شملت طاعة ولي الأمر بين الإثبات والنفي، مفهوما ومقصدا، إلى جانب الحديث عن التكفير ودوافعه. وأجمع عدد من المتحدثين وهم رئيس جامعة القرويين الدكتور محمد الروكي من المغرب والدكتور هاني عبدالشكور من السعودية، على التحذير من فوضى التكفير واستحواذ مجموعات معينة على تفسيرات مجتزأة وموجهة تخلخل أسس المجتمع وتقسم المجتمعات بين كفار ومسلمين، وما يتبع ذلك من فوضى داخلية وحروب طاحنة. وقدم الدكتور رضوان السيد من لبنان والدكتور محمد الشريف من الكويت رؤاهما حول تطبيقات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكدين أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وعددا الضوابط الأساسية للقيام بتلك الفريضة الدينية. من جانبه، اعتبر ابن بيه أن الاختلاف متاح تحت سقف السلم، وأن أي عمل يكون ظاهره خيرا ولكنه يمس بالاستقرار والسلم ويؤسس لحالة الفوضى، من الأفضل تجاوزه، فيما عدّ الجهاد فريضة لا يشكك أحد في أهميتها، ولكن يمكن تعليقها من أجل إعلاء السلم. وقال إن جهاد الطلب لم يعد له مكان في وقتنا الحاضر، إنما الجهاد يكون دفاعيا إذا وقعت الأمة تحت عدوان، وهو أمر حكومي بامتياز، ولا يحق لفئة ارتأت الجهاد أن تفرض آراءها على الآخرين وتجرهم إلى المهالك، مهما كان السبب.