في تطور سريع للأزمة الأوكرانية، قالت روسيا أمس إن أي عقوبات تفرضها الولاياتالمتحدة على موسكو بسبب الأزمة سترتد على واشنطن وحثت الولاياتالمتحدة على تجنب إلحاق ضرر بالعلاقات الثنائية. وأوضحت وزارة الخارجية الروسية في بيان، أن الوزير سيرجي لافروف حذر في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري، من اتخاذ "خطوات متسرعة ومتهورة يمكن أن تلحق ضررا بالعلاقات الروسية الأميركية، لا سيما العقوبات التي سترتد حتما على الولاياتالمتحدة". يأتي ذلك في وقت تباينت فيه آراء سكان سيمفروبول عاصمة القرم في أوكرانيا حول قرار برلمان المنطقة بإجراء استفتاء على الانضمام لروسيا، فبينما رأى البعض أن الانضمام إلى روسيا يزيد من مكانة منطقته، إلا أن البعض الآخر رفض هذه الخطوة، في مؤشر على أن هذا التباين سيؤدي إلى حالة من الاستقطاب القومي تنعكس بالضرر على سكان المنطقة. وقال متظاهرون يدافعون عن الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق بيانوكوفيتش في ميدان الاستقلال بوسط كييف، إنهم لا يعتقدون أنه سيسمح للقرم بالانفصال، وأشار البعض إلى أنهم على استعداد لخوض حرب مع روسيا، على الرغم من عدم التكافؤ بين القوات المسلحة للبلدين. يأتي ذلك في وقت احتشد فيه أكثر من 65 ألف شخص في موسكو أمس في حفل نظم تأييداً لدعم سكان القرم، بحسب ما أعلنت الشرطة الروسية. من ناحية ثانية، دان زعماء الاتحاد الأوروبي والرئيس الأميركي باراك أوباما الاستفتاء المقترح بوصفه غير قانوني، قائلين إنه يشكل انتهاكا للدستور الأوكراني. فيما رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذير الرئيس الأميركي بشأن تدخل موسكو العسكري في شبه جزيرة القرم وقال أمس إن روسيا لا يمكنها تجاهل نداءات المساعدة من الناطقين بالروسية في أوكرانيا. وبعد مكالمة هاتفية امتدت لساعة مع أوباما قال بوتين في بيان إنه لا تزال توجد خلافات بين موسكووواشنطن بشأن الوضع في الجمهورية السوفيتية السابقة، وأضاف أن الزعماء الجدد الذين تولوا السلطة في كييف اتخذوا "قرارات غير شرعية على الإطلاق على مناطق شرق أوكرانيا وجنوب شرقها والقرم". وقبل الاتصال ببوتين أعلن أوباما فرض أول عقوبات على روسيا تشمل حظر تأشيرات وتجميد أرصدة المسؤولين عن تهديد سيادة أوكرانيا. وأيدت اليابان الموقف الغربي قائلة إن تصرفات روسيا تشكل "تهديدا للسلام والأمن الدوليين"، بعد أن تحدث أوباما إلى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. أما وزارة الخارجية الصينية فقالت أمس، إن العقوبات ليست الحل الأمثل لحل الأزمة الأوكرانية. والصين وروسيا عضوان دائمان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولهما حق النقض (الفيتو) وتربطهما علاقات وطيدة وموقفهما واحد من العديد من القضايا الدبلوماسية مثل الأزمة في سورية. واعتمد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك اقتصادي لروسيا والمستورد لغازها خطة من 3 مراحل في محاولة لفرض حل تفاوضي لكنه لم يصل إلى حد فرض عقوبات فورية. فيما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، إنه إذا لم تنجح الجولة الأولى من العقوبات المفروضة على روسيا بعد تدخلها العسكري في أوكرانيا فستعقبها جولة ثانية تستهدف قطاع الأعمال الروسي ورجالا مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ووصف فابيوس الموقف في أوكرانيا بأنه "أزمة خطيرة بل ربما واحدة من أخطر الأزمات منذ الحرب الباردة".