قتل قائد ميداني في "حزب الله" في جرود النبي شيت بالبقاع يدعى الحاج حسن منصور في إحدى الغارتين الإسرائيليتين اللتين شنهما الطيران الحربي الإسرائيلي في وقت متأخر ليل أول من أمس قرب الحدود اللبنانية السورية. وأفادت مصادر مطلعة بأن منصور من بلدة أنصار في قضاء النبطية وقد شيع جثمانه عصر أمس. مضيفة أن عدة قتلى آخرين سقطوا نتيجة الغارتين اللتين استهدفتا شاحنتين لحزب الله كانتا تحملان صواريخ باليستية سعى الحزب لتهريبهما من سورية تحت جنح الليل. وقال شهود عيان في منطقة البقاع إنهم سمعوا صوت تحليق كثيف للطيران على علو منخفض، ثم شاهدوا السماء تلمع نتيجة قنابل مضيئة أطلقتها الطائرات، قبل أن تهتز منازلهم نتيجة دوي الانفجارين. وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أفاد عن "قصف مركز للطيران الإسرائيلي على قاعدة صواريخ لقوات حزب الله اللبناني التي تشارك بعمليات القلمون قرب قريتي "جنتا" اللبنانية و"يحفوفا" السورية، ولم يمكن تحديد مكان القصف بدقة". من جانبها، قالت مصادر مطلعة تحدثت إليها "الوطن"، إن الهدف الأول للغارة الإسرائيلية هو ضرب قوافل كانت تنقل سلاحاً نوعياً من سورية إلى لبنان، وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه: "سبق لإسرائيل أن قامت بذلك القصف مراراً من قبل، وطائراتها بدون طيار لا تغادر السماء اللبنانية ليلاً أو نهاراً ولا يملك لبنان إمكانية التصدي لها، وهذا الأمر في صلب النقاش الدائر حالياً بين اللبنانيين والفرنسيين لتأمين سلاح للجيش اللبناني يدعم قدرته على التصدي للطيران الإسرائيلي، من الهبة السعودية لدعم الجيش اللبناني". ومضت المصادر قائلة: "الهدف الآخر من الغارة كما يؤكد الرياشي، يتعلق بالوضع الداخلي السوري، إذ يجري الآن الحديث عن معارك تجري في حوران والقنيطرة التي أعلن الجيش الحر سيطرته عليها بنسبة 80%". وتوقعت المصادر أن يحاول حزب الله الاستفادة من الغارة، كي يتشدّد في بند "المقاومة" خلال نقاشات لجنة البيان الوزاري، إذ يصر الحزب على ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، بينما يسعى فريق 14 آذار إلى تثبيت بند إعلان بعبدا المدعوم من رئيس الجمهورية ميشال سليمان. ورغم أن تل أبيب امتنعت في المرات السابقة عن تأكيد أو نفي مسؤوليتها عن الغارات التي شنتها على الأراضي السورية أو اللبنانية، إلا أنها خالفت ذلك هذه المرة، حيث صرح رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بني جانتز محذراً من مغبة نقل الأسلحة من سورية إلى حزب الله، وقال: "نراقب عن كثب نقل الأسلحة بجميع أنواعها على كافة الجبهات. وهذا أمر سيئ للغاية وحساس جداً، ومن وقت لآخر وإذا لزم الأمر فإن أمراً قد يحدث"، فيما اعتبر اعترافاً ضمنياً بتدخل إسرائيلي محتمل. واتهم رئيس الأركان الإسرائيلي إيران بالتورط في عمليات نقل الأسلحة، وأضاف: "لا توجد جبهة واحدة لا يشارك بها الإيرانيون، حيث يوزعون المشاعل على مهووسين بصنع الحرائق، سواء أكانت أسلحة أو صواريخ أو مقاتلين". كما ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى مسؤولية بلاده عن الغارتين عندما قال في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تزور القدس "إننا نقوم بكل ما هو ضروري للدفاع عن أمن إسرائيل"، وأضاف: "لن نقول ماذا نفعل أو لا نفعل، حفاظاً على أمن إسرائيل". وكرر نتانياهو تحذيراته مراراً من أن تل أبيب لن تسمح بأن تزود سورية حزب الله بأسلحة متطورة.