اتهم الرئيس السوري بشار الأسد إسرائيل بالعمل على «زعزعة استقرار» بلاده و «إضعافها» بعد أيام من غارة شنها الطيران الإسرائيلي على منشآت عسكرية قرب دمشق، قائلاً إن بلاده قادرة على «التصدي لأي عدوان»، فيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك ضمناً مسؤولية تل أبيب عن هذه الغارة. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن الأسد تأكيده خلال لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، أن «العدوان الإسرائيلي (...) يكشف الدور الحقيقي الذي تقوم به إسرائيل بالتعاون مع القوى الخارجية المعادية وأدواتها على الأراضي السورية لزعزعة استقرار سورية وإضعافها». وفي أول رد فعل يصدر عنه على هذا الهجوم، أكد الأسد أن بلاده «بوعي شعبها وقوة جيشها وتمسكها بنهج المقاومة، قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والتصدي لأي عدوان يستهدف الشعب السوري ودوره التاريخي والحضاري». من جهته، اعرب جليلي عن ثقته «بحكمة القيادة السورية في التعامل مع هذا العدوان الغاشم الذي يستهدف الدور الريادي لسورية في محور المقاومة» وأكد «دعم الجمهورية الإسلامية الكامل للشعب السوري المقاوم في مواجهة العدو الصهيوني وحرصها على التنسيق المستمر مع سورية للتصدي للمؤامرات والمشاريع الخارجية التي تهدف إلى زعزعة أمن المنطقة واستقرارها». كما عبر المسؤول الإيراني عن تقدير بلاده لخطة الحل السياسي التي طرحها الأسد لحل الأزمة فى سورية والخطوات التي تقوم بها الحكومة السورية لتنفيذ مراحل هذه الخطة، مجدداً استعداد طهران لتقديم أي مساعدة تساهم في إنجاز الحوار الوطني باعتباره «السبيل الوحيد لخروج سوريا من ازمتها»، حسبما نقلت عنه الوكالة. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي اكد في وقت سابق الأحد ضمنياً في ميونيخ، الغارة التي شنها الطيران الإسرائيلي الأربعاء على منشآت عسكرية قرب دمشق. وقال باراك خلال المؤتمر الدولي حول الأمن: «ما حصل قبل ايام (...) يثبت اننا حين نقول شيئا نلتزم به. لقد قلنا إننا لا نعتقد أنه يجب السماح بنقل أنظمة أسلحة متطورة الى لبنان». واعتبر باراك أن دعم الرئيس السوري سيكلف ايران و «حزب الله» كثيراً، وسيوجه «ضربة كبرى» لهما. وأضاف: «سورية باتت المعقل الوحيد للإيرانيين في العالم العربي»، مضيفاً: «أعتقد أنهم سيدفعون الثمن». ولم تعلق الحكومة الإسرائيلية رسمياً حتى الآن على المعلومات التي أكدتها واشنطن، ومفادها أن اسرائيل شنت غارة الأربعاء في سورية مستهدفة صواريخ ومجمعاً عسكرياً قرب دمشق، حيث إن الدولة العبرية تخشى نقل أسلحة إلى «حزب الله» اللبناني. وذكر ديبلوماسيون ومعارضون سوريين ومصادر أمنية، أن الطائرات الحربية الإسرائيلية قصفت قافلة أسلحة قرب الحدود اللبنانية الأربعاء كانت متوجهة إلى «حزب الله» في ما يبدو، فيما أعلنت سورية أن الهدف كان مركز أبحاث عسكرياً شمال غربي دمشق. وقالت إسرائيل إنها قد تضطر إلى التدخل لمنع وصول الأسلحة الكيماوية أو الأسلحة المتطورة السورية إلى أيدي جماعات مسلحة، بما فيها «حزب الله»، الذي كان قد خاض حرباً استمرت 34 يوماً ضد إسرائيل في عام 2006.