قصف الطيران الاسرائيلي الليلة قبل الماضية "هدفا لحزب الله" اللبناني عند الحدود اللبنانية السورية، بحسب ما افاد مصدر أمني لبناني، من دون أن يتم التأكد مما إذا كان الهدف داخل الاراضي اللبنانية ام السورية، واتهم رئيس الاركان الاسرائيلي ايران حليفة الرئيس السوري وحزب الله بالتورط في عمليات نقل الأسلحة. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان: إن القصف الاسرائيلي استهدف "مركز قاعدة صواريخ" تابعة لحزب الله. وقال المصدر الأمني: "نفذ الطيران الاسرائيلي بعيد الساعة العاشرة والربع من مساء الاثنين، غارتين على هدف لحزب الله في منطقة من سلسلة الجبال الشرقية" الحدودية. واشار المصدر الى ان الطيران "ألقى صاروخين" قد يكونان سقطا في ارض لبنانية. إلا أن تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله اشار الى أن "لا غارة اسرائيلية داخل الاراضي اللبنانية" من دون اعطاء تفاصيل اضافية. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد إلكتروني: "قصف الطيران الاسرائيلي مركز قاعدة صواريخ لقوات حزب الله اللبناني التي تشارك بعمليات القلمون (السورية الحدودية مع لبنان)، قرب قريتي جنتا (لبنان) ويحفوفا (سوريا) على الحدود، ولا يعرف اذا ما كانت المنطقة داخل الاراضي السورية او اللبنانية". وروى سكان في منطقة البقاع (شرق) أنهم سمعوا صوت تحليق كثيف للطيران الإسرائيلي على علو منخفض، قبل ان يسمعوا صوت انفجارين قويين. وقال شهود في بلدة النبي شيت اللبنانية: إنهم شاهدوا السماء تلمع، ثم رأوا قنابل مضيئة اطلقتها الطائرات على الأرجح، قبل أن تهتز منازلهم نتيجة دوي الانفجارين. وواصل المسؤولون الاسرائيليون، أمس، صمتهم بعد غارة جوية استهدفت "هدفا لحزب الله" اللبناني، بينما اكدت وسائل الاعلام الاسرائيلية بانها عملية اسرائيلية. ورفض الجيش الاسرائيلي الادلاء باي تعليق كما فعل في الاشهر الاخيرة عند تنفيذ غارات في سوريا، يتم تحميل الدولة العبرية مسؤوليتها. ولكن وسائل الاعلام الاسرائيلية نشرت تصريحات ادلى بها رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال بني غانتز، محذرا من نقل الأسلحة من سوريا إلى لبنان الى أيدي حزب الله اللبناني، الذي يقاتل إلى جانب قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد المتمردين ومقاتلي المعارضة. وقال غانتز: "نحن نراقب عن كثب نقل الأسلحة بجميع أنواعها على كافة الجبهات. هذا امر سيء للغاية وحساس جدا ومن وقت لآخر وإذا لزم الأمر فان أمرا قد يحدث" فيما اعتبر اشارة ضمنية الى تدخل اسرائيلي محتمل. واتهم رئيس الاركان الاسرائيلي ايران حليفة الرئيس السوري وحزب الله بالتورط في عمليات نقل الاسلحة. وقال غانتز: إنه "لا توجد جبهة واحدة لا يشارك بها الايرانيون يوزعون بها المشاعل على مهووسي صنع الحرائق، سواء أكانت أسلحة أو صواريخ أو مقاتلين". وكرر المسؤولون الاسرائيليون الكبار، ومنهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، تحذيراتهم مرارا من ان اسرائيل لن تسمح بان تزود سوريا حزب الله اللبناني بأسلحة متطورة. وقال معلق في إذاعة الجيش الاسرائيلي: إن اسرائيل تريد تجنب ان يضعف حزب الله اللبناني- الذي اطلق آلاف الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية خلال حرب تموز/يوليو عام 2006- تفوقها في المجال الجوي والبحري اللبناني. وفي مايو الفائت، استهدفت اسرائيل مرتين شحنات اسلحة قالت الدولة العبرية: انها كانت تنقل الى حزب الله قرب العاصمة السورية. وفي الاول من نوفمبر، نقلت وسائل اعلام ان اسرائيل قصفت قاعدة جوية سورية كانت تحوي صواريخ مخصصة لحزب الله. وفي ابريل الفائت، أقر حزب الله علنا بمشاركة مقاتليه في النزاع المستمر منذ ثلاثة أعوام في سوريا الى جانب القوات النظامية، ما أثار انتقادات كثيرة في لبنان. وخلال الاسابيع الاخيرة، ركز التنظيم الشيعي جهوده العسكرية في بلدة يبرود التي تعتبر معقلا لمقاتلي المعارضة السورية في منطقة القلمون الحدودية مع لبنان. ويقول الحزب: إن هذه المنطقة تشكل مصدرا للسيارات المفخخة التي تستخدم في هجمات دامية، تطاول منذ اشهر مناطق نفوذه في لبنان.