للعام الثالث على التوالي، يجاهد الفريق الأول لكرة القدم بنادي الرياض في سبيل العودة إلى مصاف الكبار، واستعادة مكانته الطبيعية ك"مدرسة للوسطى". والغريب في مسيرة الفريق خلال الموسمين الماضين أن الفرص تأتيه بشكل لافت، غير أنه لا يستثمرها كما يجب، كما حدث عندما اتفق أعضاء الشرف على تسليم الدفة الرئاسية إلى رجل الأعمال المعروف تركي آل إبراهيم الذي أعاد شيئا من بريق المدرسة ودفع الغالي والنفيس لعودته لسابق عهده بعد أن كلف لعام واحد، حيث فقد الفريق فرصة الصعود في المحطات الأخيرة أمام الوطني. وفي الموسم الماضي كان الرياض يحتاج إلى الفوز على سدوس في المباراة الأخير على أرضه وبين جماهيره التي حضرت بشكل غفير وملأت مدرجات ملعب الأمير تركي بن عبدالعزيز للمرة الأولى منذ عشرات السنين، بيد أن سدوس الذي كان أحد الفرق الهابطة إلى الدرجة الثانية، أوقف الرياض الذي ظهر بشكل مهزوز، ليدخله في دورة ثلاثية مع النهضة والخليج، وعلى الرغم من أنه واجه الخليج في آخر مباريات الدورة، إلا أنه رفض التأهل مرة أخرى. وفي الموسم الحالي، يواصل الفريق رفض استغلال النتائج التي تصب في صالحه، إذ فقد نقاطا سهلة، آخرها تقدمه على هجر بهدفين نظيفين، قبل أن يلحق به الأخير في الشوط الثاني ويعدل النتيجة. وفي الجولة الماضية ورغم خسارة فرق المقدمة باستثناء هجر الذي فاز على الباطن في مباراة مثيرة 4 /3، إلا أن الرياض رفض التقدم للوصافة وخسر أمام الأنصار الذي يعيش أسوأ مواسمه ويعاني خطر الهبوط، حيث يحتل المركز 14 برصيد 23 نقطة جمع 6 منها أمام الرياض. الأسباب مجهولة ويرى كثيرون أن الرياض لم يستطع الصعود رغم كل الإمكانات والدعم الشرفي بسبب تخوف عدد من اللاعبين الهواة الذي يغزون الفريق ويخشون في حال صعوده مغادرتهم له والخروج من العاصمة وهم لا يرغبون في ذلك، في الوقت الذي تتواصل فيه النداءات للإدارة بأنه في حال الرغبه في الصعود، فعلى النادي أن يحرص على التعاقد مع لاعبين جلهم محترفون ومن طراز عال. حظوظ ما تزال الحظوظ قائمة في الصعود، فالفريق بالمركز الثالث ب40 نقطة بفارق 4 نقاط عن المتصدر هجر، ونقطتين فقط عن الثاني الوحدة، وتبقت على نهاية الدوري وإعلان الفرق الصاعدة 6 جولات، وعليه إذا ما أراد الصعود أن يحسمه قبل الأمتار الأخيرة التي ربما يتكرر فيها السيناريو للمرة الثالثة، مما يرسخ عقدة عدم الصعود. وأكد عضو مجلس الإدارة، المشرف على العلاقات العامة والإعلام، المسؤول عن لجنة الاستثمار فهيد الدوسري أن الفرصة لم تذهب، وأن فريقه قادر على تحقيق حلم الصعود الذي طال انتظاره متى ما أنصفه الحظ وسلم من الأخطاء التحكيمية، مشيراً إلى أن الإدارة برئاسة الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن ناصر وأعضاء الشرف، قدموا كل الإمكانات والتسهيلات التي من شأنها أن تضمن صعود الفريق، وقال "مقولة أن الصعود صعب خاصة بعد أن كان قريبا في مرتين، غير صحيحة أبداً". يذكر أن الرياض غاب سنوات عن الظهور مع فرق الدوري الممتاز، ومنذ هبوطه موسم 2004 /2005 ما زال يصارع للعودة إلى الأضواء، ويحاول استعادة بريق الأمجاد التي سطرها نجوم سابقون لعبوا له، وشكلوا رقماً صعباً في الكرة السعودية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه في موسم 2009 /2010، هبط رسمياً إلى الدرجة الثانية، لولا زيادة عدد أندية الممتاز والدرجة الأولى التي أنقذته من الهبوط.