(دوري المظاليم) هكذا اصطلح على تسمية دوري الدرجة الأولى منذ أبصر النور، والسبب يعود الى ان فرق هذا الدوري ظلت ولعقود خارج دائرة التغطية، إذ لم يكن هناك أدنى اهتمام جماهيري أو إعلامي بهذا الدوري وفرقه باعتبار ان التركيز والأضواء ظلت مسلطة على الدوري الممتاز لكن بدت الأمور على غير ذلك في العامين الماضيين، حيث زاد الاهتمام بهذا الدوري بعد ان أتيحت فرصة النقل المباشر لمعظم مبارياته ما حدا بالجماهير لمتابعته، وهو الأمر الذي أشعر كافة وسائل الإعلام بوجود دوري آخر يستحق المتابعة. ويرفض عبدالله الزاكي مساعد المدرب في فريق الخليج هذا التوصيف، حيث يقول: "قبل ان أعمل مديرا للكرة في الخليج وبعد ذلك عضوا في الجهاز الفني فقد كنت لاعبا فيه وقد شاركت لعدة مواسم في دوري الدرجة الأولى منذ الثمانينيات، واذا كان يصدق في تلك الحقبة تسمية هذا الدوري بدوري المظاليم فإن الأمر بات مختلفا الآن". ويضيف: "الاهتمام كبير سواء من حيث النقل التلفزيوني أو الاهتمام الصحفي وهو ما رفع قيمة هذا الدوري لدى كافة الشرائح". تسليط الضوء على دوري الدرجة الأولى لم تحظ به الفرق وحدها بل امتد للاهتمام بنجوم الدوري الذين باتوا محط اهتمام الأندية الكبيرة لاصطياد البارزين منهم وهو ما حدث وبشكل لافت في المواسم الأخيرة. ولعل ما يزيد من أهمية دوري هذا العام هو الصراع الدائر فيه سواء بين الفرق التي تتطلع للصعود أو الفرق التي تسعى للهروب من شبح الهبوط، ففي الوقت الذي تتنافس فيه ستة فرق على الصعودية وهي أبها والرائد والأنصار والفتح وضمك والخليج تتصارع ستة أخرى على الهبوط وهي سدوس وهجر وأحد والرياض والجبلين والتعاون والفيصلي والفيحاء، ويبقى الأخير هو الوحيد الذي فقد كامل فرصه في البقاء وبات أول المودعين. ويصادق مدرب أبها التونسي عبدالقادر لومير على ذلك إذ يقول: "يخطئ من يظن ان ملامح المنافسة قد اتضحت، فحتى فريقنا الذي اعتلى الصدارة وبات قريبا من الصعود أصبح اليوم بحاجة لعمل مضاعف بعد خسارتنا في الجولتين الماضيتين، وهذا ما أكدته للاعبين، حيث قلت لهم بان أي شعور بالاطمئنان على الصعود سيعيدنا الى الوراء". ولا يعني تقسيمنا للفرق الى ستة في المقدمة ومثلها في المؤخرة ان ذلك أمر ثابت، فالجولات الثلاث المتبقية يمكن ان تعيد ترتيب جدول الدوري بحيث تتقدم فرق نحو المنافسة وتتراجع أخرى لدخل صراع الهبوط، فمثلا سدوس الذي يملك 31نقطة يمكن له ان يدخل سباق الصعود إذا ما حقق الفوز في مبارياته الثلاث المقبلة، حيث سيصل للنقطة 40لكن ذلك يعتمد على نتائج الفرق الأخرى، ورغم ان الأمور تبدو صعبة لكنها بالطبع ليست مستحيلة، وعلى العكس منه فريق الخليج الذي جدد آماله في المنافسة على الصعود إذ بات يملك 34نقطة الى انه في حال خسر جولاته الثلاث المتبقية يمكن ان يعود لدوامة الهبوط. وينطبق على الخليج ما ينطبق على سدوس إذ تبدو عودته للمؤخرة أمرا صعبا عطفا على مبارياته المتبقية وحضوره اللافت في مبارياته الثلاث الماضية لكن لغة الأرقام تقول ذلك. ومن اللافت للنظر في الدوري هو الحسابات التي باتت تظهر لدى أنصار الفرق عطفا على تقارب النقاط فضلا عن التوقعات والترشيحات التي كثر في الآونة الأخيرة عطفا على ما تبقى من مباريات. ويختلف المراقبون لدوري الدرجة الأولى حول ماذا كان هذا التنافس دلالة ضعف أو قوة، ففي حين يجده البعض دلالة قوة باعتبار الشكل العام للمنافسة يرى آخرون انه دلالة ضعف بدليل عدم قدرة أي فريق على فرض نفسه فضلا عن المستويات المتذبذبة لكل الفرق. وتبقى الجولة المقبلة هي الأهم في تحديد شكل المنافسة على الصعود والهبوط غير أنها بالطبع لن تحسم الأمور تماما.