أطلق متمردو جنوب السودان أمس هجوما واسع النطاق لاستعادة مدينة ملكال النفطية عاصمة ولاية أعالي النيل (شمال - شرق) من أيدي القوات الحكومية في ما يبدو أخطر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع بين الطرفين في 23 يناير الماضي. وهذا الهجوم الذي أعلن جيش جنوب السودان اعتبارا من أول من أمس عن تحضيرات جارية له، بدأ في وقت مبكر أمس. وقال شاهد "المعارك عنيفة جدا، وتدور على تخوم المدينة. إنه هجوم كبير جدا ومنسق". ثم أكد رئيس الوفد الحكومي مايكل ماكوي، الذي يجري مفاوضات سلام مع المتمردين في أديس أبابا: "إن المتمردين هاجموا ملكال، والمعارك جارية حاليا". وأضاف من العاصمة الإثيوبية "من الواضح جدا الآن أن هؤلاء الأشخاص لا يحترمون وقف إطلاق النار وأنهم غير مستعدين للالتزام به وغير جاهزين لسماع لغة السلام، ويعتقدون أن كل شيء يجب أن يحل بالقوة". وقال الناطق باسم وفد المتمردين في أديس أبابا حسن مار نيوت، أمس "منذ اليوم الأول، نرى أن الحكومة تخرق وقف إطلاق النار". لكنه نفى أن تكون قوات المتمردين حققت تقدما على الأرض منذ توقيع اتفاق وقف النار. والنزاع سببه الأساسي صراع قوة بين الرئيس كير ونائبه السابق مشار، الذي أقيل من منصبه في يوليو الماضي. ويشهد جنوب السودان معارك بين الجيش الموالي للرئيس سلفاكير ومجموعة متمردة مؤيدة لنائب الرئيس السابق رياك مشار منذ 15 ديسمبر الماضي. وبدأت المعارك التي أوقعت آلاف القتلى وتسببت بنزوح حوالي 900 ألف شخص، في العاصمة جوبا ثم امتدت إلى مختلف أنحاء البلاد لا سيما ولايات أعالي النيل وجونقلي (شرق) والوحدة (شمال).