يعد مدرب الهلال سامي الجابر أكثر المدربين جدلا في الأوساط الرياضية، وذلك في تصاعد بدأ منذ قرر الاعتزال وحتى توليه تدريب الهلال هذا الموسم. عندما قرر الجابر الاعتزال عام 2007 بعد أكثر من 20 سنة قضاها في الملاعب، بدأ الحديث عن مستقبله مع الهلال، وكيفية الاستفادة من خبرته وتجاربه، وهل سيكون إداريا أم مدربا؟ لم يمكث الجابر طويلاً، فتم تعيينه مديرا للفريق الهلالي الأول، في قرار وجد نقدا واسعا لم يصادفه أي لاعب سابق، حيث تزامن مع توليه المنصب الجديد رحيل عدد من النجوم الكبار في الفريق أمثال الحارس محمد الدعيع ومحور الارتكاز خالد عزيز بسبب تعامله بحزم مع الجميع دون تمييز. واتهم الجابر أيضا أنه خلف ابتعاد المهاجم ياسر القحطاني الذي غادر الرياض إلى الإمارات للاحتراف في نادي العين. واصل الجابر العمل الإداري دون اكتراث بما يدور حوله من انتقادات أو اتهامات واقفا بقوة مع المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الهلال متعاونا معهم في إسداء التوجيهات للاعبين، ليعطي صورة أخرى عنه كمدرب. وخضع الجابر لدورات تدريبية عدة خارج المملكة لاحقته فيها وسائل الإعلام باحثة عما يفعل، وما ينوي فعله عند العودة، خصوصا عندما علمت بتوقيعه عقدا مع نادي أوكسير الفرنسي مساعدا للمدرب، حيث قضى هناك عدة شهور للاستفادة من التجربة ميدانيا. لم يترك الإعلام ولا الجماهير الجابر وتابعا تحركاته في فرنسا وخرجت بعض الصحف بخفايا تلك التجربة. وعاد الجابر، وقررت الإدارة الهلالية برئاسة عبدالرحمن بن مساعد تعيينه مدرباً للفريق الأول لمدة عامين قابلة للتجديد وإعطاءه كافة الصلاحيات لاختيار اللاعبين الأجانب والجهاز المساعد له. وبدأ الجابر اعتبارا من هذا الموسم الإشراف على الفريق فنياً بعدما انتشر خبر تعيينه (كالنار في الهشيم) وتبادلت القنوات الرياضية والصحف المحلية تلك الخطوة الجريئة بكثير من الجدل بين التأييد والمعارضة لقلة خبرته التدريبية. وحظي الجابر بتأييد قائد الهلال والمنتخب السعودي سابقا صالح النعيمة الذي قال "أقف احتراما للإدارة الهلالية على هذا القرار الشجاع وعلى كل هلالي أن يقف معها ومع سامي لأجل الكيان واستمراره بطلا". واعتبر المحترف الجزائري السابق رابح ماجر خطوة إدارة الهلال إيجابية للنادي والجابر، وقال "بشكل عام، تحتاج الأندية والمنتخبات العربية إلى مدربين وطنيين خصوصاً على مستوى اللاعبين الكبار لأنه من المفترض أن يكون اللاعب في الفريق الأول تجاوز التأسيس الكروي ووصل إلى مرحلة الحاجة إلى الخطط التدريبية والتكتيك فقط، لذلك فإن الأنسب هو وجود جهاز فني وطني على مستوى عال". أما المعارضون فاعتبروا التعاقد مع الجابر مغامرة، قابلها الأخير بعدم الاكتراث ومضى في عمله، وبدأ بترتيب الصفوف من خلال التعاقدات التي أجراها وإبعاد عدد من الأسماء المحترفة من جهة أخرى لعدم القناعة بها. إثارة واكبت الإثارة مسيرة الجابر كمدرب سعودي وحيد في دوري جميل، وسلطت الضوء على قضايا هامشية تتعلق به أكثر من مرة، فقد سبق وأن ألمح مقدم برنامج تلفزيوني شهير إلى أن أحد اللاعبين الدوليين السابقين يقوم بتدريب فريق كرة قدم نسائي، ثم أضاف أن اللاعب المقصود من الهلال وأن اسمه سامي، الأمر الذي أثار حفيظة الجابر لكنه عاد وتعامل مع القضية بحنكة متجاهلا تلك الإساءة وواصل مشواره مع الفريق. كما سلطت وسائل الإعلام بشكل مكثف قضية توقيع الجابر مع شركة لويس فيتون العالمية (LV) لرعاية ملابسه خلال مباريات النادي في جميع المسابقات في الموسم الحالي مقابل عقد قيمته 250 ألف ريال ل38 مباراة. وأشغلت القضية الرأي العام حتى تدخل الراعي الرسمي للهلال "موبايلي" الذي أصر على أن يرتدي الجابر لباس النادي الذي يحمل شعار الشركة، واعتبر البعض أن الجابر يهتم بمظهره كثيرا بينما الأهم أن يركز على الفريق. وأخيرا قدمت قناة إخبارية تقريرا عن خسارة الهلال كأس ولي العهد أمام النصر تضمن تعليقا من مشجع شاب حول جنسية الجابر الأصلية. وطارت وسائل الإعلام بالحادثة وثارت الجماهير في مواقع التواصل تطالب بإعادة الاعتبار للجابر على تعمد الإساءة التي عدتها عنصرية جردته من هويته الوطنية، حتى أصدر الجابر بيانا وتوعد بالشكوى، حيث لم يقبل لا هو ولا إدارة الهلال اعتذار مقدم البرنامج الرياضي في القناة التي عرضت التقرير عن الإساءة وإعلانه عن ترحيبه بالتقاضي في الأمر على أنه سلوك حضاري. الضغوط التي يتعرض لها الجابر منذ بعيد لم تثنه عن مواصلة عمله؛ حيث نجح في الوصول بالفريق إلى نهائي كأس ولي العهد رغم الخسارة أمام النصر (2/1). ولا زال يسعى للحصول على بطولة دوري جميل رغم اقتراب النصر من تحقيقها، لكنه عندها سيكون وصيفا ويضمن لفريقه مقعداً آسيوياً على أقل تقدير، كما أن أمامه بطولة يأمل التتويج بها وهي كأس خادم الحرمين الشريفين. كل هذه الظروف لم تواجه أي مدرب آخر في الدوري السعودي وطني أو أجنبي، لكن الجابر يجد رغم كل ذلك دعم إدارة الهلال وجماهير النادي.