أكد استشاري أن الدوخة قد تكون نتاجا لعدد من الاضطرابات مثل الأنيميا والصرع وأمراض القلب، كما تنشأ عن سوء الهضم والإمساك وبعض أمراض الكبد والكلى. وقال استشاري أمراض السمع والاتزان بالمستشفى السعودي الألماني في أبها الدكتور عصام الدين علي محمود ل"الوطن"، إن الدوخة هي اللحظات القصيرة التي يشعر بها الإنسان بأن ما حوله يدور أو الغرفة تدور به أو أن رأسه يدور مع عدم الاتزان أو الإحساس بالسقوط ومنه ما يعد نوعا من الدوار. وأضاف أن الجزء المتحكم في عدم ظهور الدوخة هو جهاز الاتزان الطرفي وهو في الأذن، كما أن جهاز الاتزان في المخ وهو المخيخ، يتحكم في توازن الإنسان ويمنع ظهور الدوار أو الدوخة. وأشار إلى أنه في أغلب الأحيان تكون الدوخة مصحوبة بالقيء وهذه غالبة تكون متصلة بالأذن الداخلية نتيجة زيادة ضغط السائل داخل القنوات شبه الدائرية في الأذن الداخلية. وكذلك السمع والبصر يتأثران بالدوخة وقد يحدث الدوار عن ضربة على الرأس ومن إصابة أخرى أو من ارتجاج في الدماغ. وقال الدكتور محمود إن الأنيميا ونقص الهيموجلوبين في الدم هما من أهم من أسباب الدوخة الشائعة ويشعر المريض بالدوخة عند النهوض والقيام بسرعة من على الكرسي. وغالبا ما تكون الدوخة المتسببة عن الأذن مصحوبة بالغثيان أو القيء وطبلة الأذن أو صنت في السمع، والمصابون من هذا النوع يلازمون الفراش لأيام لأنهم لا يستطيعون الوقوف أو العمل ويجب استخدام العلاج مع تقليل الملح في الطعام. أنواع الدوار دوار البحر، ويحدث بسبب حركة البواخر نتيجة اضطرابات جهاز التوازن بالأذن الداخلية لدى الشخص وأعراضه غثيان وقيء ودوار وصداع ويشحب لون وجه المصاب ويتصبب عرقا باردا. وعلاج هذا النوع بسيط حيث يجب الجلوس في هواء متجدد مع الأكل الخفيف والابتعاد كل البعد عن الأغذية الدسمة وتناول أدوية مضادة للغثيان. أما النوع الثاني فهو دوار الجبال، ويحدث في المرتفعات العالية مثل قمم الجبال وذلك نظرا إلى قلة ضغط الهواء، ويجب للأشخاص الذين يفكرون في صعود الجبال وللسائحين بالسيارات توقع التعرض لدوار المرتفعات واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك. ويمكن علاجه بالتقليل من المجهود البدني ومن الأكل والشرب مدة يومين إلى أن يكيف الجسم نفسه للموقع الجديد، ويجب على مرضى القلب والصدر تجنب الذهاب إلى الأماكن المرتفعة. والنوع الثالث هو دوار الحركة، ويشعر بهذا النوع فئة من الناس عندما يركبون قطاراً أو طائرة أو حتى سيارة أو باخرة أو مصعداً أو أرجوحة وسبب الدوار الذي يشعر به بعض الأشخاص أن الحركة غير المألوفة أو غير المنتظمة تحدث اضطرابا بأعضاء التوازن بالأذن الداخلية، وأعراضه دوار وصداع وشحوب اللون وعرق بارد، وتزول جميع هذه الأعراض غالبا وبسرعة بعد انتهاء الرحلة غير مسببة فيما بعد أضرارا. وعلاج مثل هذا النوع تناول مهدئات قبل ركوب الطائرة أو الباخرة وتناول وجبة خفيفة عند الإقلاع، ويجب الاستلقاء على المقعد وإغماض العينين، وتجنب الجلوس في الأماكن السيئة التهوية والأكلات الدسمة ويفضل أن يتناول الشخص فنجاناً من القهوة المركزة. كما أن هناك دوار الهواء، ويحدث لبعض الأشخاص الذين يرحلون على متن الهواء أو على الطائرات العمودية ومن أعراضه الغثيان والقيء والصداع وهذا النوع إلى حد ما يشبه دوار الحركة، وذلك بالإضافة إلى دوار المرتفعات وهي حالة تترتب على الصعود إلى مرتفعات عالية متسببة في نقص بضغط الهواء وهي تسمى طبياً بهبوط الأوكسجين الدموي، وأعراضها تتوقف على مدى علو المكان المرتفع ومدى السرعة التي يرتفع بها إلى هذا المكان، وعلى الشخص الذي يعاني من بعض الأمراض وبالأخص أمراض القلب أو الرئة، استشارة الطبيب قبل ذهابه إلى مثل هذه الأماكن. أسباب أخرى وأضاف الدكتور عصام أنه يوجد أسباب أخرى غير الأذنية: مثل الأسباب الناتجة عن الأوعية الدموية وهي ناتجة عن نقص التروية الدموية لجذع المخ والمخيخ وهي يمكن أن تؤدي إلى أعراض دوار وعدم الاتزان. وأيضا هناك الأسباب الناتجة عن الرقبة، وهي إما أنه ينتج عن خشونة في فقرات الرقبة وقد تؤدي إلى تدفق الدم في الأوعية الرقبية للمخ أو عن أحساس أعصاب الرقبة بالوضعية فتؤدي إلى الإحساس بالدوخة ويشعر المريض بقيء وغثيان وطنين بالأذن، بالإضافة إلى التهاب القنوات الهلالية بالأذن الداخلية الحاد بالأذن الوسطى مع وجود سائل خلف طبلة الأذن. وبين استشاري أمراض السمع والاتزان أن أهم شيء في تشخيص حالات الدوار هو أخذ التاريخ المرضي للمريض بالتفصيل مثل مدة حدوث الدوار والأعراض المصاحبة له ووجود أمراض أخرى مثل التهابات الأذن الوسطى المزمنة.. ويشمل فحص المريض فحصا دقيقا للأذن والجهاز العصبي مع عمل بعض الاختبارات التي قد تبين سبب الدوار. ويحتاج المريض إلى عمل بعض الفحوصات مثل قياس للسمع وعمل اختبارات اتزان للتفرقة بين الأسباب الطرفية والمركزية للدوار، وعند وجود شك بسبب مركزي يجب عمل أشعة مقطعية ورنين مغناطيسي على المخ. وشدد الدكتور عصام على أن الراحة التامة هي أولى خطوات العلاج، ويأتي بعد ذلك استعمال مهدئات لجهاز التوازن، وموسعات للشرايين ومضادات للقيء مع تقليل الملح في الطعام. وينصح مرضى الدوار عموما والمصابون بداء "مينير" بصفة خاصة بالبعد عن الأماكن المرتفعة الخطيرة التي تستلزم درجة عالية من التحكم في اتزان الجسم. ولتجنب الإصابة بالدوار ينصح بتقليل حركة الرأس إلى أدنى حد ممكن عن طريق إسناد الرأس على مسند والتحديق بثبات في الأفق البعيد الممتد، ويمنع هذا الإجراء حدوث التضارب بين معلومات الحركة التي تنقلها العين وتلك التي تنقلها الأعضاء.