تجاعيد يديه وارتسام عروق دمه على ظهر كفوفه تشبه بتشابكها ما يقوم بتصنيعه، النوخذة صالح الحمادي، منهمك بعمله في جناح الإمارات البلد الضيف على مهرجان الجنادرية، لا يكاد يلقي بالا للمارة، وهو يقوم بحرفته التي ورثها عن والده في صناعة شباك صيد الأسماك. "الوطن" تحدثت مع الحمادي، وروى علاقته بهذه الحرفة، التي امتهنها منذ أن كان في السابعة من العمر، وهو الآن يعيش في بحر ال42 عاماً من هذه التجربة، وقال "منذ أن كان عمري 7 سنوات علمني والدي هذه الحرفة، والآن وصلت لما يقارب 42 سنة وأنا أصنع الغزول". وعند سؤاله عن "الغزول".. أوضح الحمادي أن "الغزول" هي جمع "الليخ"، مبيناً أن "الليخ" يطلق على اسم الشباك التي تنصب في البحار لصيد الأسماك، مشيراً إلى أن تصنيع "الليخ" كاملاً يستمر نحو 30 يوماً، مستدركاً أن العمل على "الليخ" باستمرار وبشكل يومي يمكن أن يتم إنجازه خلال 10 أيام متواصلة. وعدد الحمادي أنواع "الغزول" وبين كل نوع يستخدم لصيد ماذا من الأسماك، كون حجم السمك أمراً مهما في تحديد الليخ المناسب لصيده. وفصل النوخذة الحمادي الطريقة التي يتم التعرف من خلالها على نوع الأسماك، إذ إن الأسلوب المتبع شبيه بالمتعارف عليه عند صائدي الحباري، لافتاً إلى أن النواخذة يعتمدون بذلك على المد والجزر، مشيراً إلى أن الأسماء تختلف إذ إنهم يطلقون على المد اسم "السجي" والجزر يعرف بأنه "الثبر". وأضاف الحمادي، "في وقت المد نأتي لقص أثر السمك على الشاطئ لمعرفة أنواعه المتواجدة، ومن خلال القص يتم اختيار نوع الشبك المناسب لاستخدامه، وفي الوقت الذي يكون في الجزر فإن السمك يهجم على "الليخ".. وهذه الطريقة يطلق عليها مصطلح –السكار-". وعاد الحمادي متغنياً بالماضي الجميل لحرفة الصيد عموماً، مبيناً أن الصيد في السابق كانت تكسوه روح الألفة والتلاحم، إذ إن النواخذة كانوا يخرجون للصيد مجتمعين لتموين منازل المناطق التي ينتمون إليها بدون مقابل، إلا أن الحال لم يعد كما كان عليه، مبيناً أن الصيد في وقتنا الحاضر يطغى عليه الطابع التجاري والبحث عن المردود المادي. وأشار الحمادي إلى أن الخليج العربي يزخر بأنواع متعددة وجيدة من الأسماك، موضحاً أن النواخذة الآن يعلمون أبناءهم ما تعلموه من الأجيال التي سبقتهم في حرف الصيد من الصناعة إلى أدق التفاصيل في عالم البحار.