يعتزم الاتحاد السعودي لكرة القدم تخيير أي ناد يحسم الدوري قبل انتهائه بجولتين أو ثلاث، سواء كان النصر أو الهلال، حرية اختيار المكان الذي يريد أن يتوج فيه. وأكد المتحدث الرسمي باسم اتحاد القدم عدنان المعيبد ل"الوطن"، أن الاتحاد سيمنح هذا الحق لأي ناد يتوج باللقب قبل ختامه بجولتين إلى ثلاث، وقال: "هذا ما حدث لنادي الفتح الموسم الماضي حينما خيّر في أن يكون تتويجه في مكةالمكرمة أمام الوحدة أو الاتفاق في الدمام، واختار مباراة الاتفاق". وأضاف: "اتحاد القدم لن يقف في طريق أي ناد عمل واجتهد وكافح للظفر بالبطولة، ومن حقه أن يحتفل مع جماهيره وعشاقه ببطولة كبرى مثل الدوري". وشدد المعيبد في حديثه على أن الاتحاد سيكون مع البطل في أي شيء يريده إلا نقل المباراة، فهذا أمر مرفوض. يذكر أن النصر يعد الأقرب لتحقيق اللقب بعد أن اتسع الفارق بينه وبين وصيفه الهلال إلى 9 نقاط في ختام الجولة ال21. من جهة أخرى أصدر موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم الرسمي "فيفا" تقريراً عن نادي النصر، تطرق إلى عودته لأجواء المنافسة مجدداً على البطولات المحلية، من خلال حصوله على كأس ولي العهد أمام الهلال (1/2)، مشيرا إلى اقترابه من تحقيق لقب دوري عبداللطيف جميل الذي يتصدره ب57 نقطة، بفارق 9 نقاط عن الهلال، قبل 5 جولات من ختام المنافسة. وقال التقرير "بعد سيطرة فريقي العاصمة الآخرين الهلال والشباب على لقب الدوري المحلي خلال السنوات ال10 الأخيرة بفوزهما ب7 ألقاب، يبدو أن النصر في طريقه ليستعيد مكانته كأحد أقطاب العاصمة". وفند الموقع أبرز أسباب تألق النصر هذا الموسم بعدة عوامل منها: تفوق تكتيكي بعد انضمام كارينيو إلى "العالمي" في سبتمبر 2012، كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من الفوز بلقب كأس ولي العهد الموسم الماضي، قبل أن يخسر بركلات الترجيح في النهائي أمام غريمه الأزلي الهلال، فيما احتل المركز الرابع بترتيب الدوري. ولكن عمل المدرب، ذي ال50 عاماً، وصبر إدارة النادي وجماهيره الغفيرة، أثمرا هذا الموسم وبطريقة لافتة بعدما تصدّر النصر الدوري مع ختام الذهاب ب33 نقطة من 13 مباراة، شهدت فوزه في 10 مباريات وتعادله في 3، بينما كان اللافت هو عدم تعرضه للخسارة حتى الآن في مشواره بالدوري. وتعود الخسارة الأخيرة للنصر في منافسات الدوري السعودي إلى 21 يناير 2013 عندما سقط على يد الأهلي 2/1 في مباراة مقدمة من الأسبوع ال12 من الدوري المحلي. وكان مشوار النصر في كأس ولي العهد مميزاً أيضاً، بعدما بدأ البطولة من دور ال16 بفوزه على نجران (3/0)، قبل أن يُسقط الخليج (1/3) في ربع النهائي، فيما تخطى الشباب (1/صفر) خلال نصف النهائي، وثأر بعد ذلك من الهلال في النهائي وهزمه (1/2). وأشار الموقع إلى أحد تصريحات كارينيو في أحد المؤتمرات الصحفية عندما قال "قدّمنا فريقاً منافساً بشكل قوي وتقدم مستوانا بشكل كبير هذا الموسم.. هدفنا الأساسي هو الفوز بلقب الدوري". تشكيلة متجانسة لم يكن وجود كارينيو هو السبب الوحيد في تألق النصر، حيث استقطب النادي عدداً من الأسماء الكبيرة خلال العامين الماضيين من مختلف الأندية السعودية، إضافة إلى التعاقد مع رباعي أجنبي ساهم بقيادة الفريق إلى العودة لسكة الانتصارات بعد غياب طويل. ولعّل ما قام به النصر من جذب للمواهب الكبيرة من مختلف الأندية لتدعيم المواهب الموجودة في الفريق، ساهم في إيجاد تشكيلة كبيرة وقوية لدى كارينيو، الذي أشاد بجميع اللاعبين ومدى قدرته على تكوين فريق قادر على المنافسة على الألقاب خلال السنوات المقبلة. وقال المدرب الذي فاز بلقب الدوري الأوروجوياني مع ناسيونال "ثقتي كبيرة في جميع لاعبي النصر المسجلين في القائمة، الذين يبلغ عددهم 30 لاعباً". وكان النصر عزز صفوفه صيف عام 2012 بالتعاقد مع عبده عطيف من الاتحاد، قبل أن ينجح في الحصول على توقيع لاعب الوسط المتألق محمد نور، والواعد يحيى الشهري من الاتفاق، وعبدالرحيم الجيزاوي من الأهلي، بينما عزز صفوفه بالمدافع البحريني محمد حسين، والمهاجم الدولي العماني عماد الحوسني، فيما ضمّ البرازيلي إيلتون رودريجيز على سبيل الإعارة من كورينثيانز. وعزز النصر صفوفه، أخيراً، بضم المهاجم ربيع السفياني من الفتح، إلى جانب لاعب الوسط الجزائري مراد دلهوم من وفاق سطيف، ما يشكّل إضافة كبيرة للفريق، خصوصاً أن الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة في مشواره نحو اللقب. وكان كارينيو شرح الأسلوب الذي يتبعه في التعامل مع وفرة اللاعبين، قائلاً "سعيت لتدوير مشاركة اللاعبين في المباريات الماضية، ليكونوا جاهزين، لدينا مباريات حاسمة بالدوري المحلي، كما سنلعب في كأس الملك، الأمر الذي يستدعي جاهزية كبيرة من الجميع".