أسدل نادي الطائف الأدبي الستار على الدورة الأولى من جائزة الشاعر محمد الثبيتي للإبداع بتكريم الفائزين بها في حفل حضره وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، ومدير عام الأندية الأدبية سعود بن محمد. وسلم الحجيلان الجائزة للشاعر السعودي علي الدميني، الذي فاز في فرع التجربة الشعرية، والدكتور طارق شلبي "مصر"، الذي فاز في فرع البحوث الشعرية، والشاعر المصري أحمد حسن محمد، الذي فاز في فرع الديوان الشعري. وثمن الحجيلان اختيار محمد الثبيتي لهذه الجائزة، واصفا الثبيتي بأنه شاعر ترك بصمة على خارطة الشعر العربي، وقال: اختيار الناقد الدكتور عالي القرشي، أمينا للجائزة أشعرني بالثقة والطمأنينة، فشعر الثبيتي يحمل طاقة إيجابية تؤثر في المتلقي والدارس، كما أن الشاعر علي الدميني أسهم في رسم القصيدة الحديثة في المملكة، من جانبه قال أمين الجائزة الدكتور عالي القرشي في كلمة لجنة الجائزة: "عندما أطلق نادي الطائف الأدبي على جائزته للإبداع الشعري اسم جائزة محمد الثبيتي، أشفقت عليه لأن الآفاق الإبداعية التي حلق فيها الثبيتي والمسارات المختلفة التي شقها في الإبداع الشعري وعرة المسالك ومتباينة الدروب، وخشيت ألا تكون الجائزة بثراء هذه الآفاق وعمق هذه التجربة". وأضاف "هذا الأمر جعلني أستعيد الذاكرة إلى تلك الليلة التي كنت فيها مع لجنة سوق عكاظ الأول عام 1428 وتم اختيار محمد الثبيتي بالإجماع ليكون شاعر عكاظ في سوقه الأول، حيث ابتدرنا شاعر المسافة التي تسير فيها جائزة شاعر عكاظ بعد محمد الثبيتي، وفعلا أثبت الزمن بُعد هذه المسافة، وكان النظر إلى كل الشعراء الذين تتالى فوزهم بعد الثبيتي ينطلق من هذه المسافة الشاهقة لمحمد الثبيتي". وأوضح القرشي، أن الجائزة سارت في مسارين الأول حول التجربة الشعرية العربية الحديثة التي تسير في أفق تجربة الثبيتي، والمسار الثاني في التنافس الإبداعي من خلال الإدارات الشعرية الحديثة، والتنافس النقدي من خلال الكتابة النقدية التي تتناول تجربة الثبيتي، وأطمئنكم أن أعضاء اللجنة كانوا على توافق تام وفي حال اجتماع وتواصل وتشاور عبر مراحل الجائزة المختلفة. وتخللت الحفل كلمات قصيرة للفائزين في فروع الجائزة الثلاثة وعرض سينمائي عن مسيرة الشاعر الثبيتي. وفي الجزء الثاني من الاحتفالية شهد النادي أمسية شعرية للشاعرين علي الدميني، وأحمد حسن، وقراءة نقدية لشاعرية الثبيتي للدكتور طارق شلبي. قرأ الدميني عددا من نصوصه ومنها "الطائر، الأشجار، قراءة، حارس الليل" جاء منها: تحت شمس ضبابية يجلس الليل متكئا ساهرا مثلما الليل قربي يتأمل وجهي كمن يتعرف شيئا فشيئا على نفسه في الصور... وقرأ الدكتور أحمد حسن من نصوصه: "عندما يحزن شاعر" جاء منها: عندما يحزن شاعر تلبس الشمس من الغيمات جلبابا طويلا. بينما قال شلبي إن من الملاحظ في شعر الثبيتي رحمه الله أن من يقرأه سيكتشف كثيرا من الأمراض التي تعاني منها الحياة الثقافية ويوجه إليها بعمق ولطف. وبين أن أول ما يلفت النظر في شعر الثبيتي مسألة التأدب مع النص، مشيرا إلى أن التقليد الذي ساد في كثير من المؤلفات النقدية خاصة ما يسمى المقدمة النظرية التي تسبق الأبواب والفصول، لا يبالي أن كانت هناك علاقة جامعة بين المقدمة النظرية وما قبله، مضيفا أن أكثر ما يؤدي إليه شعر الثبيتي الفتنة في التصنيف، حيث يتم تقسيم الشعراء إلى أصناف متعددة وللثبيتي أنصار وأعداء، وكل من كتب عنه يصنفوه بأنه تجديدي وحداثي واتهموه بأنه دمر منطق الشعر، ومن يقرأ شعره ويتابعه يجد أن الرجل في أشد تجلياته، تمردا على التراث وخروجا عن المألوف، فهو التقط المنطق التراثي جيدا وأعاد توظيفه من جديد.