حذر عدد من المثقفين والأدباء المصريين يتقدمهم الروائي بهاء طاهر - أول من نال جائزة البوكر العربية - من مؤامرة دولية لتفتيت المنطقة العربية، لافتين إلى الأزمة المصرية منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير وما خلفته من تناحر بسبب ما سموه الأفكار المتشددة لجماعة "الإخوان المسلمون". وقال طاهرة في ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أدارها الناقد الدكتور محمد بدوي: بحكم معاشرتي للغرب أكاد أجزم ولو تطلب الأمر أن أقسم، بأن ما يحدث هو مؤامرة دولية تصل لحد إثارة حرب عالمية جديدة هدفها تقسيم المنطقة العربية، وأرى ألا نبالي كثيرًا بالنظر لموقف الدول الخارجية، وننظر لواقعنا الداخلى ونعمل على حل مشاكله، وما ننفقه من أموال لتحسين صورتنا لدى الغرب، لو أنفقناه على الشأن الداخلى لكان أفضل. وأضاف طاهر في آخر ندوة لفعاليات المعرض المنبرية: نحن الآن في ظروف عصيبة تمر بها مصر، تُعد الأصعب في تاريخها الحديث، نطالب بالتكاتف والوقوف صفا واحدا، للحفاظ على هذا التراث الذي تركه لنا أجدادنا، وبناء مصر الجديدة، وعلينا أن ندرك جيدا أن طريق الحرية والديموقراطية مفروش بالأشواك. وحول سؤال عن مدى إمكانية أن تشكل المصالحة الوطنية الآن مع جماعة الإخوان حلاً لما تمر به مصر قال طاهر:" المصالحة الوطنية في واقع الأمر في حاجة إلى طرفين، كلاهما يقدم تنازلات من أجل مصلحة الوطن، وليس طرفا واحدا، هذا إلى جانب أن جماعة الإخوان لا نية لديها للمصالحة، ومع ذلك فالوطن يفتح ذراعيه للجميع، وقد أعلن الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء أكثر من مرة أن الجميع يرحبون بكل من يريد أن يعود إلى صفوف الوطن. وأوضح طاهر أن الثقافة المصرية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ لعبت دورا هاما ومؤثرا في مواجهة ثقافة التطرف والإرهاب، وكانت بروافدها المتعددة عاملاً مهما ساعد محمد علي مؤسس مصر الحديثة، ورفاعة الطهطاوي، في تأسيس نهضة مصر، ولعل هذا هو ما دفعني لأطلق على أحد كتبي اسم أبناء رفاعة. وعبر طاهر عن يقينه بأن الثورة المصرية قادرة على اجتياز كل العقبات والتحديات التي ستواجهها، شريطة أن نعمل ونجتهد. وعن رأيه فيمن يرون أن مصر في طريقها من جديد لأحضان العسكر قال طاهر، إنه من أكثر المؤيدين للحكم العسكري، مؤكداً أنه شديد الحماس والإيمان بالعسكرية المصرية، مشيداً بوطنيتها منذ عصر أحمد عرابي حتى يومنا هذا، قائلا: لا أنكر وجود أخطاء وقعت فيها ولكن هذا لا ينفي وطنيتها وإخلاصها لمصر أولاً وأخيرًا. وحول اليأس الذي انتاب بعض الشباب ويرون أن الثورة سرقت منهم، قال طاهر أرى أن الشباب المصري النقي الطاهر، يتعجل الوصول للنتائج، وعليه أن يصبر ويهدأ لنبدأ في مرحلة البناء، ومن المؤكد أن هؤلاء الشباب هم من ستعتمد عليهم مصر ما بعد يناير ويونيو في بناء مجدها، ولكن علينا أن نتحلى بمزيد من الصبر، وأن ننحي اليأس جانبا، فما يحدث الآن هو حالة من القلق والتمرد الطبيعي الذي يكون مصاحبا للثورات. من جانبه أوضح الدكتور محمد بدوي أن بهاء طاهر كان واحدا من مؤسسي الجماعة الثقافية التي عُرفت بجماعة الستينات وضمت "يحيى الطاهر عبدالله، وأمل دنقل، وإبراهيم أصلان، وعبد الرحمن الأبنودي". من ناحية أخرى يشهد المعرض مساء اليوم الأربعاء توزيع جوائز أفضل 10 كتب في عام 2013 في عشرة مجالات "الرواية – القصة – شعر الفصحى – الشعر العامي – الكتاب العلمي – الأطفال – العلوم الاجتماعية – التراث – السياسة – الفنون" وذلك في الختام الرسمي لفعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والأربعين التي يسدل الستار عليها مساء الغد.