كشفت حادثة إصابة شابين بمرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز" في عسير مؤخرا، نتيجة إقامتهما علاقات محرمة مع متسولات من إحدى الجنسيات العربية، عن تقصير في أداء لجنة مكافحة التسول، وعدم وضوح أدوارها، وتقاذف المسؤوليات بين أعضائها. وأكد أحد أعضاء اللجنة (فضل عدم ذكر اسمه) ل"الوطن": أن اللجنة تنظر بمنظار ضيق إلى مهامها المتمثلة في الحد من التسول، ولم تدرك أن هناك ما هو أبعد من ذلك، ويتمثل في النواحي الأمنية والمخاطر الصحية، وعمليات جمع الأموال، وقد تنعكس كل هذه الأمور بشكل سلبي على أمن المجتمع. وفيما يخص المتسولات من بعض الجنسيات العربية في مدينة أبها والمحافظات القريبة منها، أكد العضو أن انتشارهن بدأ منذ قرابة عامين، وتحديدا في شارع المطاعم بأبها، وفي حي الطبجية بوسط المدينة، وبالقرب من الحدائق العامة، وامتد تواجدهن إلى بعض المحافظات الكبيرة القريبة. وأضاف أن بعض الإدارات الحكومية رفعت بملاحظاتها إلى الجهات المعنية بأن المشكلة تكمن في صعوبة القبض على هؤلاء النساء من قبل الجهات الأمنية، وعدم وجود جهة محددة يتم ترحيل بعضهن إليها وهن من جنسية واحدة، على اعتبار أن بلدهن يشهد حرباً، في حين تضمن الرفع ضرورة إيجاد مقر رسمي دائم لإيوائهن سواء في المنطقة أو خارجها، ومن ثم وضع رقابة عليه، للحد من مشاكل انتشارهن، إلا أن ذلك المقترح لم يتم تبنيه. من جهته، أكد الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة عبدالله آل شعثان ل"الوطن" أمس، أن الجهات الأمنية تواصل رصدها للمتسولات، بمشاركة عدة جهات من بينها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفقاً للأنظمة المتبعة، دون أن يعطي رقماً محدداً لأعداد المقبوض عليهن، فيما أشار مصدر أمني أن استجواب المتسولات كفيل بكشف طريقة وصولهن إلى المنطقة، والهدف من زيارتهن، ومن ثم اتخاذ الإجراءات الكفيلة للحد من انتشارهن. من جانبه، أكد المواطن بندر بن عبدالله آل مفرح أنه من خلال مشاهداته شبه اليومية، فإن ما يبعث على الاستغراب انتشار المتسولات وخاصة من نفس جنسية المتهمات حاليا بنقل مرض الإيدز إلى الشابين. وأضاف "منذ فترة طويلة وأنا ألاحظ وجودهن وتسعكهن في الشوارع دون أن تتقلص أعدادهن، بل إنهن ينتشرن بكثرة خاصة بالقرب من المجمعات التجارية والمستشفيات الخاصة". وأضاف "التسول بالنسبة لبعضهن ليس التسول، وإنما اصطياد الشباب والمراهقين، فلماذا تتغاضى الجهات المعنية عن هذه المشكلة؟". إلى ذلك، أشارت مصادر طبية إلى أن كشف حالتي الإيدز، تمت بمبادرة من الشابين، وقد يكون هناك أشخاص مصابون، إلا أنه لم يتم إجراء الفحوص اللازمة لهم، متوقعة أن تدفع الحادثة الأخيرة، بمن تورط مع المتسولات إلى تقديم نفسه للفحص. وكانت "الوطن" قد نشرت الأسبوع الماضي في 24 يناير الماضي تقريرا عن إصابة شخصين بمرض نقص المناعة "الإيدز"، نتيجة إقامتهما علاقات جنسية مع متسولات، مما دفع الشؤون الصحية في المنطقة إلى إبلاغ إمارة المنطقة بذلك، ومن ثم توجيه الجهات الأمنية بتكثيف البحث عن المتسولات وضبطهن، بما يمنع انتقال ضررهن إلى الآخرين.