استنفرت الجهات الأمنية في منطقة عسير للقبض على متسولات سوريات بعد رصد حالتي إيدز لشابين في مقتبل العمر، واعترف الشابان في التحقيقات أنهما مارسا علاقة غير شرعية مع عدد من المتسولات السوريات في مدينة أبها بموقعين قرب حديقة الأندلس وسط أبها، وحديقة السلام في حي النميص. وعلى ضوء ذلك، خاطب مدير عام الشؤون الصحية في منطقة عسير إمارة منطقة عسير، موضحاً أن الشؤون الصحية استقصت عن حالتين جديدتين مؤكدتي الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب، فاتضح أنه تم عن طريق ممارسة علاقات غير شرعية مع متسولات سوريات بمقابل مادي حسب إفادة المصابين. وعلمت «الشرق» من مصادر خاصة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة عسير أنهم يتلقون بلاغات كثيرة حول تسول النساء الشاميات بصفة عامة، وكان يتم التعامل معها بشكل جدي، لما تحتويه البلاغات من معلومات تفيد بشبهة أخلاقية تقوم بها المتسولات، وأوضحت المصادر أنه في الفترة الماضية، خصوصاً في الصيف الماضي، تمت متابعة كثير من الحالات ومراقبتها، وكانت المتسولات يقمن بالتحدث إلى الشباب من خلال التوقف في إشارات المرور والأسواق، لكن لم تكن هنالك حالة ركوب في السيارة، مثلاً، أو تبادل للهواتف، وإنما كان حديثاً عابراً. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن عملية ضبط المتسولات ليست مسؤولية جهاز الهيئة إلا إذا اقترنت بقضية أخلاقية، حيث يتم فوراً التعامل معها، والقبض على أطرافها، عدا ذلك فهو من اختصاص اللجنة المشكلة في إمارة منطقة عسير لمتابعة المتسولات والقبض عليهن. وأشار مدير عام الشؤون الصحية في منطقة عسير إلى خطورة هذا السلوك من المتسولات على الشباب والمراهقين، الذي قد يؤدي إلى نقل وانتشار عدوى فيروس المناعة المكتسب، وغيره من الأمراض المعدية بينهم، وعليه وجه أمير منطقة عسير الجهات المختصة بتكليف الفرق الميدانية بمتابعة الوضع، والقبض على أي مشتبه فيها من المتسولات التي تمارس مثل هذه السلوكيات، وتم تزويد كل من مدير عام الشؤون الصحية في المنطقة، ومدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومدير عام الإدارة العامة للشؤون الاجتماعية، لاعتماده وبشكل عاجل لمعالجة هذا الموضوع، والعمل على الحد من انتشار المتسولات في المجتمع لخطورتهن على شبابنا. وكان مدير شرطة منطقة عسير المكلف، العميد محمد أبو قرنين، قد وجه خطاباً إلى جميع الجهات الأمنية في المنطقة، من مدن ومحافظات ومراكز، لشن حملات أمنية، وتنفيذ قرار أمير المنطقة، والإبلاغ عن أي حالة يتم القبض عليها، وهو خطاب تداولت صورته مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت المصادر إن المتسولات كن موجودات بكثرة، وفي وقت وجيز، في شارع المطاعم بأبها، وفي حديقة الأندلس الواقعة في الشارع نفسه، كما أنهن موجودات في حديقة السلام بحي النميص، وفي الساحة الداخلية لأسواق الجمعية الخيرية بأبها، وشارع الطواحين في حي اليمانية، ولكن لم يتم رصد أي قضية أخلاقية تستدعي تدخل رجال الهيئة. وأوضحت المصادر ذاتها أن قضية المتسولات الشاميات كانت تناقش بشكل كبير عبر شبكة اتصالات جهاز الهيئة، وأن القضية كانت بوادرها منذ أعوام، ولكنها حالياً لم تعد كما كانت في السابق. من جهته، أوضح الناطق الرسمي باسم الشؤون الاجتماعية في منطقة عسير، علي الأسمري، أن مكتب المتابعة يشارك مع قطاعات أمنية وخدمية في تتبع المتسولين والمتسولات، وهي لجنة مكلفة من قبل إمارة منطقة عسير، والقبض يتم من خلال الجهات الأمنية، أما فيما يخص مكتب المتابعة، فيقتصر عمله على معالجة وضع المتسول أو المتسولة السعوديين، وبحث حالتهما بعد القبض عليهما، وتحويلهما إلى الضمان الاجتماعي لدراسة حالتهما لشمولهما بالضمان، وإذا كانا ضمن الضمان يتم أخذ التعهد الخطي بعدم العودة لمثل هذه الأفعال. وورد بلاغ الثلاثاء الماضي إلى رجال الهيئة في مركز المنهل بمدينة أبها عن وجود خلوة في سيارة بين سيدة تكشف عن وجهها وشاب، وبالتحقق من البلاغ تم التعرف على السيارة، وتم استيقافها من قبل رجال الهيئة، واتضح أن السيدة مجرد فتاة عمرها 13 عاماً، وهي حديثة على لبس الحجاب، وأن أمها كانت معها، وكان الشخص يقوم بتوصيلهما، فتم تحويل المرأة والفتاة إلى الجهات المختصة لعدم وجود ولي لهما، واتضح أن جنسيتهما سورية. من جهته، قال الناطق الإعلامي باسم شرطة منطقة عسير، المقدم عبدالله آل شعثان، إن الشرطة تلقت المعلومات، وهي في صدد التأكد من صحتها، واتخاذ الإجراءات اللازمة. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي باسم صحة عسير، سعيد النقير، أن فريق إدارة مكافحة الأمراض المعدية في صحة عسير قام بالاستقصاء الوبائي عن إصابتين جديدتين مؤكدتين بفيروس نقص المناعة المكتسبة، وأفاد المصابان بأنهما مارسا علاقات علاقة غير شرعية مع بعض النساء المتسولات من الجنسية السورية في مدينة أبها نظير مقابل مادي، وأضاف النقير أن الحالتين الآن في عيادة معالجة الإيدز في مستشفى عسير المركزي، حيث وضعت لهما خطة علاج في العيادة.