استبعدت مديرية الشؤون الصحية بالباحة موظفا من موقعه بمستشفى الملك فهد بسبب إغلاقه مكتبه، وتقصيره في متابعة تحويل مرضى من ذوي الحالات الحرجة، كذلك عدم الرد على الاتصالات الهاتفية. وقال المتحدث الإعلامي للشؤون الصحية بالباحة أحمد بن معيض الزهراني في بيان أمس إن "الشؤون الصحية استبعدت مسؤول قسم الإحالة الطبية بالنيابة نتيجة تقصيره في عمله، وتأخيره تحويل المريضة إيمان عبدالعظيم محمد (15 عاماً) من جنسية عربية، لأحد المراكز المتخصصة، وهو ما أوضحه تحقيق أجرته لجنة شكلتها إدارة المستشفى". وأضاف إن "المريضة تعاني من ورم هودجكن في الجهاز اللمفاوي، وراجعت قسم الأورام بالمستشفى قبل ثمانية أشهر، حيث ركب لها جهاز خاص بالعلاج الكيمياوي، وهو عبارة عن مخزن يزرع تحت الجلد أعلى الصدر، وينتهي بقسطرة في الوريد قرب القلب، ثم بدأت المريضة أخذ العلاجات اللازمة خلال هذه الفترة، على جلسات محددة، ولكنها بدأت خلال الفترة الأخيرة تعاني من ألم مكان الجهاز نتيجة التهابات وتليفات، فاستلزم الأمر إزالة هذا الجهاز بعملية جراحية، وأثناء استئصاله تبين أن جزءاً من نهاية القسطرة بقي داخل المريضة، وهو ما تنبه إليه الجراح المشرف على الحالة في حينه، وأكدت ذلك الأشعة اللازمة". وتابع الزهراني قائلا "نظرا لعدم قدرة الأطباء على استخراج ذلك الجسم، تقرر إحالتها إلى أحد المستشفيات المتقدمة لإنقاذه، ولكن مكتب التحويل بمستشفى الملك فهد بالباحة كان مغلقا مع غياب الموظف المختص". وأوضح المتحدث الاعلامي لصحة الباحة أن "غياب الموظف المختص تسبب في تأخير تحويل المريضة إلى مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة، لذلك وجه مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الباحة المكلف سعد عوض قليل إدارة المستشفى باستبعاد مسؤول قسم الإحالة الطبية بالنيابة من موقعه، لإهماله متابعة تحويل المرضى". وذكر الزهراني أن مدير عام الشؤون الصحية ذكر في خطابه لإدارة المستشفى أن "سلامة المريض والعناية به خط أحمر لا يجوز بأي حال التهاون في خدمته، ولذا نوجه باستبعاد المذكور، وتحويله إلى العمل في مجال تخصصه بأحد أقسام التنويم، وتكليف بديل عنه، مع ضرورة إجراء تحقيق معه لعدم قيامه بتوزيع العمل، ووضع جداول مناوبة، وإيقاع العقوبة النظامية أصولاً". وأوضح البيان إن"مستشفى الملك فيصل التخصصي اعتذر عن استقبال المريضة، لأن حالات الأورام تحتاج إلى موافقة المقام السامي، فأجرى مدير عام الشؤون الصحية المكلف اتصالات مع أكثر من مستشفى حتى نجح في الحصول على موافقة من مدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة، وتم نقل المريضة إليها بسيارة إسعاف مجهزة في 24 / 3 / 1435، حيث بقيت لمدة يومين تم فيها إجراء عملية استئصال باقي القسطرة، وهي الآن بصحة جيدة". وقال عبدالعظيم محمد والد المريضة ل الوطن" إن "الأطباء عندما قرروا تحويل ابنتي لإحدى المستشفيات لاستخراج الجزء الباقي من القسطرة، تعذر إرسال الطلب بسبب عدم دوام موظفي مكتب التحويل، وحاول الأطباء فتح المكتب إلا أنهم لم يتمكنوا". وشكر الأب الشؤون الصحية بالباحة التي تدخلت لحل المشكلة، وتحويل ابنته إلى مستشفى آخر، كذلك التحقيق في واقعة الإهمال، ومحاسبة المقصر.