رحم الله القائل "شر البلية ما يضحك"، ففي تصوري الشخصي أن كثيرا من الأمور أصبحت بيننا مضحكة من شرها ومن طريقة منهاجها الضبابي. الجميع يعلم أن بلادنا وحكومتها الرشيدة وفرت وبغزارة، وجندت وبقوة كل الإمكانات لعامة الوزارات والجهات المعنية للظهور بأحسن حال في شتى المجالات، ولكن للأسف نجد المضحك المبكي في كثير من الأحوال من مسيئي التصرف من بعض المسؤولين، الذين غفلوا عن الصالح العام الذي ترجوه بلادنا حكومة وشعبا. ومن ذلك ما تقوم به وزارة الشؤون البلدية والقروية من بالنسبة لعنصر هام جدا وهو محور نظافة المناطق والمدن، حيث نجد أن عامل النظافة وهو صديق البيئة الفعلي إن كنتم لا تعلمون. أقول نجد ذلك العامل البسيط أصبح في بلادنا على مستوى الأمانات أو البلديات الفرعية أو المجمعات القروية، أصبح معتمدا فقط في عيشه على الصدقات.. لماذا؟ عامل النظافة هو الجندي المجهول الذي يحافظ على بيئتنا الغالية ومع ذلك يتقاضى على أكثر الأحوال مبلغا زهيدا قد لا يتجاوز لدى أغلب الشركات والمؤسسات التشغيلية لذلك الشأن ال400 ريال، والسؤال هل اعتمدت الوزارة أو البلديات جزءا من رواتب ذلك الصديق المخلص للبيئة من صدقات المارة والعابرين؟ أعرف أن لسان الحال الأغلبية يقول نعم، حيث إننا نشاهد ونفعل ذلك بشكل شبه يومي مما نرى من الإجحاف في حق هذا الإنسان المخلص. وللعلم أقول إن وضع عامل النظافة في أغلبية الأقطار المتفهمة لدوره المعنوي والحقيقي قد يتجاوز راتب المعلم أو الموظف غير العادي بحسب خبرته ومؤهلاته ودوراته التدريبية. قد يبتسم البعض ضاحكا عندما يقرأ هذا الكلام، لكنها الحقيقة التي يجب معرفتها لاحترام عامل النظافة واحترام حقوقه. سوف أسرد بعضا من تلك الدول التي تفخر بعامل النظافة، الذي كما أسلفت يوازي في حقوقه أغلب الموظفين، فمنها الولاياتالمتحدة وألمانيا وإسبانيا واليابان، سئل أحد الوزراء هناك عن عامل النظافة فقال إنه يعادل الطبيب، فقيل له على سبيل المعرفة لماذا؟ فرد قائلا لأن الوقاية خير من العلاج، فالطبيب يعالج المرض، بينما عامل النظافة يتدارك ذلك المرض قبل وقوعه وقاية لعامة المجتمع قبل الوصول أصلا إلى الطبيب.