واصل معرض القاهرة الدولي للكتاب فعالياته متحدياً أحداث العنف والتفجيرات والأزمات السياسية التي تعصف بالبلاد بفتح أبوابه أمام رواده واستمرار فعالياته الثقافية، التي تستضيف عدداً من المفكرين والسياسيين بحثاً عن معالم الطريق لبناء مصر الديموقراطية الجديدة. وشدد السياسي المصري جورج إسحاق، على ضرورة مواصلة الجهود بعزيمة وإصرار من أجل استكمال الثورة المصرية، مشيراً إلى أن المصريين عازمون على المضي قدمًا في طريق الحرية والديموقراطية، فجينات المصريين قهرت الغزاة وستقهر دعاة العنف والإرهاب. وقال الكاتب اللبناني كريم مروة: إن الثورات العربية المعاصرة رغم عفويتها، فتحت الباب لتاريخ جديد في العالم العربي، وما يجري في مصر هو بداية بالغة الأهمية في طريق ليس بطويل وليس بقصير لتستعيد مصر تاريخها المجيد، ودورها الرائد في المنطقة، وإقرار الدستور المصري الأخير هو دليل على نجاح الثورة المصرية،لافتاً إلى أنه علينا أن نجدد من أفكارنا وأن نأخذ من التاريخ ما هو جديد دون البكاء على أمجاد الماضي. كما استضافت ندوة المائدة المستديرة بالمعرض نقاشاً حول سؤال الهوية في مصر، أدارته الدكتورة سهير المصادفة، وكان ضيوفها كل من الدكتورة هويدا صالح، والصحفي محمود مبروك. وأكدت صالح على أصالة هوية مصر، بوجوه متعددة، تفاعلت مع كل الحضارات، وأشارت إلى أن من يقول بعجز الهوية المصرية عن التفاعل مع غيرها هو ادعاء باطل، ومن يقول إن مصر إسلامية أو قبطية هو كلام ليس صحيحا، فحضارة الوطن الممتدة عبر أكثر من 7 آلاف سنة، تكيفت مع كل الحضارات بما لا يشعر بالخوف من أي مد فكري أو تاريخي. ولفتت صالح إلى أن عدة هويات اكتسبها الشعب المصري وأنتج لنا هويته الخاصة، وهو ما أعطى المصريين هذا التميز، حتى الثقافة العربية في مصر لها طعمها الخاص، بما في ذلك الشعائر الدينية، ولكي نحافظ على الهوية تأتي بطرق شتى، من ضمنها الهوية الثقافية. ودعت صالح المثقفين إلى الاشتغال على الوعي الجمعي، لتأسيس فكرة المواطنة كمصريين جميعا، فيما قال مبروك: يشهد العالم كله على حضور الهوية المصرية باستقلاليتها، خاصة خلال مراحل التنقل من عصر إلى عصر، وهي جزء من هوية العالم العربي والإسلامي وكانت الهويات تتأثر كلها بالمصرية وتقف شامخة، دون خوف من أي مدّ من الخارج، مؤكداً على أن فهم طبيعة الهوية ضروري لفهم تداعياتها على مجالات عدة أولها الخصوصية الثقافية والمواطنة ودوائر السياسة الخارجية، خلال المشهد الثوري وقضية الحديث عن الهوية المصرية لا ينحصر في مسألة الدين، ونصنف هذا مسلم أو مسيحي ولكن هناك تاريخ ولغة وثقافة، والقيم الحاكمة التي توجه سلوكه وحماية البناء الاجتماعي كما يجب التمييز بين عدة مستويات عند الحديث عنها مثل هوية الدولة والمجتمع والنظام السياسي. وبحثاً عن دور للشباب في إصلاح ما أفسدته الأحزاب السياسية استضاف المعرض ندوة كان ضيوفها أمين عام حزب المؤتمر حسام الدين علي، ونائب رئيس حزب الغد عادل حسين. وأكد حسام على دور الشباب التاريخي في الحياة السياسية، قبل فكرة انضمامهم لحزب معين، فلا يمكن أن ينسى أحد الزعيم مصطفى كامل وجمال عبدالناصر، الذي تولى الحكم وهو بعمر 34 عاماً. وأوضح على أن الشباب يعاني حاليا من التجاهل والتخوين والإبعاد والاستعباد ولكن بعض المشكلات جزء منها في يد من يصنع القرار بالتشكيك في قدراته. وأوضح نائب رئيس حزب الغد عادل حسين، أن الشباب في مصر يمثلون 60% من تعداد السكان، والشباب حتى يكون له دور فاعل يحتاج دور الشارع الذي فقد الانتماء لأي حزب سياسي، الحل في الاتجاه للأحزاب وخوض معركة سياسية ديموقراطية، نحاول من خلالها كشباب أن نملأ الفراغ الذي تركه التيار الإسلامي، حيث توقف نشاطه، وتدريب كوادر جيدة، والشباب يمكنه تطوير الأحزاب بالمشاركة المجتمعية.