في جلسة وصفها المعارض السوري البارز عضو وفد المعارضة السورية إلى مؤتمر "جنيف 2" هيثم المالح في تصريحاتٍ إلى "الوطن" أمس من سويسرا، ب"الصامتة"، خرج طرفا النزاع من اللقاء الأول، دون الحديث عن أكثر من الوضع الإنساني فقط، في خطوةٍ دولية أبرزها المبعوث العربي والدولي لسورية الأخضر الإبراهيمي تهدف إلى فك الحصار عن حمص، والحديث عن إطلاق سراح المعتقلين، وتأمين ممراتٍ إنسانيةٍ للمحاصرين في المدن السورية. وطبقاً لحديث المالح، فإن المعارضة السورية خفضت وقبيل الاجتماع بساعات قليلة، مستوى تمثيلها، وهو ما قابله وفد النظام السوري بالمثل، بعد أن علم أن رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا لن يترأس جانب المعارضة، ووضع محله عضو الهيئة السياسية في الائتلاف هادي البحرة، فيما انتدب رداً على خفض تمثيل المعارضة، مندوبه في الأممالمتحدة بشار الجعفري ليحل محل رئيس الوفد النظامي ووزير خارجيته وليد المعلم. المالح قال "لم نتحدث معاً مع وفد العصابة الحاكمة، الإبراهيمي تحدث بشكلٍ إنساني، عن فك حصار حمص، وإطلاق سراح المعتقلين، وتأمين ممرات إنسانية للمحتاجين والمعوزين المحاصرين في المدن السورية، وحدد نقاطاً يرغب أن نواصل الحديث عنها وكيف نبدأ النقاش بيننا. كان اجتماعاً صامتاً من قبل الطرفين. أعتقد أننا سننتقل للحديث في الأمور السياسية في وقتٍ لاحق". وبعد قطيعةٍ وفرقةٍ وتبادل اتهامات دامت أكثر من 3 أعوام، جمعت تاسعة "جرينتش" أمس، طرفي النزاع السوري، وفد النظام السوري، والمعارضة، على طاولةٍ واحدة، في اجتماع دام حسب مصادر "الوطن" التي تحدثت من سويسرا، زهاء ساعةٍ من الزمن. وجاء لقاء طرفي النزاع، بعد شدٍ وجذبٍ وتأجيل لأكثر من 24 ساعة، أنهكت المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي، إلى أن قبل طرف المعارضة السوري الجلوس على طاولةٍ واحدةٍ، مع ما يعتبرونه "وفد بشار الأسد، وليس وفد سورية الدولة". وقالت مصادر "الوطن" في أطراف المعارضة، إن اجتماعاً صباحياً عقد بين الطرفين على طاولةٍ واحدة، فيما قُرر اجتماع آخر من المفترض أن يكون اجتماعاً مسائياً، لمواصلة النقاش، حيث يصر كل طرف على شروطه. وسبق لقاء الطرفين، لقاء لكل طرفٍ على حدة، كان المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي حلقة الوصل بينهما، إلى أن توصل لإقناعهما بالجلوس تحت سقفٍ واحد، وهو ما اعتبرته أوساط، انتصاراً سياسياً للإبراهيمي. وجاء هذا اللقاء بعد أقل 24 ساعةً من تهديد نظام دمشق بالانسحاب من المؤتمر الدولي للسلام في سورية، إن أصرت المعارضة على طلباتها، الرامية في الدرجة الأولى إلى زوال النظام الحاكم في سورية، وعلى رأسه الرئيس بشار الأسد. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية، نقلاً عن 3 من أعضاء الوفد النظامي، هم وزير الإعلام عمران الزعبي، ومندوب دمشق لدى الأممالمتحدة، وفيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري، إن بلادهم بوفدها، تحضر اللقاء من أجل ما اعتبروه إطلاق مسارٍ سياسي، يُعنى بالشأن السوري، ولا يسمح للآخرين بالتدخل، حسب ما جاء على لسان المسؤولين الثلاثة. اللافت في تصريحات أعضاء الوفد النظامي السوري الرسمي، تكرار كلمة "الطرف الآخر" في إشارةٍ إلى المعارضة السورية، دون ذكر كلمة "المعارضة" صراحةً في تصريحاتهم، وهو ما يُنبئ بتغير لغة الخطاب الرسمي السوري وإن جاء بشكلٍ جزئي، بعد أن كانت المعارضة توصف على الدوام في الخاطب الرسمي بدمشق، ب"العصابات المسلحة"، أو "الإرهابيين"، وتارةً ب"ائتلاف إسطنبول".