يلتقي المبعوث الأممي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي اليوم نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، ونائب وزير الخارجية الأمريكية وليام بيرنز في جنيف، وسط تصاعد الحاجة إلى حل دولي للأزمة السورية. وتشير مصادر مطلعة إلى أن ثمة خلافات بين الجانبين الروسي والأمريكي، إذ إن موسكو ترى بإمكانية وقف العنف وترشح الأسد لانتخابات 2014، فيما ترى واشنطن أن بقاء الأسد على رأس السلطة يؤجج التوتر في سورية ولا يحل الأزمة. ويأتي لقاء الإبراهيمي مع مسؤولين روس وأمريكيين بعد تصريحات صحافية للأخضر قال فيها إن الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون في أية عملية انتقالية، مشيرا إلى أن السوريين سئموا من حكم عائلة الأسد طوال أربعين عاما. وفي سياق متصل، قال مصدر دبلوماسي دولي إن الأخضر الإبراهيمي ووزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي اتفقا على ضرورة إيجاد وسيط جديد في النزاع السوري لا يكون محسوبا على نظام بشار الأسد ولا على المعارضة. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية عن المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه قوله إن الإبراهيمي وصالحي اتفقا خلال أول لقاء لهما في القاهرة على ضرورة إيجاد طرف آخر لا يعد محسوبا على أحد ويكون مقبولا لدى النظام السوري والمعارضة للتدخل في مفاوضات مع نظام الأسد. وأضاف المصدر الدبلوماسي أن الحديث بين الجانبين عن الوسيط الجديد كان يدور حول دول إسلامية. وكان الإبراهيمي سبق أن نفى شائعات عن تهديده بالاستقالة من مهمته. ونقل المصدر عن الإبراهيمي قوله إن لقاءه مع الائتلاف السوري المعارض ساهم بشكل كبير في تقريب وجهات النظر، ولكن يبقى وجود طرف محايد للتدخل أمر هام. في المقابل، شنت وسائل إعلام سورية مقربة من النظام السوري هجوما لاذعا على الأخضر الإبراهيمي للمرة الأولى منذ تعيينه موفدا دوليا إلى سورية، وذلك غداة انتقاده طرح الرئيس بشار الأسد لحل الأزمة المستمرة في بلاده منذ 21 شهرا. وتحت عنوان «المبعوث الأممي يخلع عن نفسه ثوب الحياد ويكشف عورته السياسية»، قالت صحيفة «الوطن» القريبة من النظام السوري إن الإبراهيمي نزع «قناع النزاهة والحيادية الذي ارتداه منذ تعيينه خلفا لكوفي عنان، وكشف عن وجهه الحقيقي الذي يرى الأزمة السورية بعين واحدة تلائم أسياده».