حولت دموع الفرح في عيون الخريجين وأسرهم الحاضرة، ليلة شتائية بلغت فيها درجة الحرارة نحو 24 درجة مؤية تحت الصفر في العاصمة الكندية أوتاوا إلى ليلة دافئة، وهي تحتفل بتخرج 1043 مبتعث، من بينهم 35 طبيبة، و91 طبيب، فيما حاز 42 منهم على درجة الدكتوراه، و27 على الزمالة الطبية. وخلال الحفل، أكد وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، أن أعداد المبتعثين السعوديين المستفيدين من برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تضاعفت من 5000 مبتعث إلى أميركا في عام 1426 سنة انطلاق البرنامج، لتصل إلى ما يتجاوز 150 ألف مبتعث ومبتعثة موزعون على أكثر من 30 دولة، لنيل الدرجات العلمية من أرقى الجامعات العالمية في جميع المجالات والتخصصات العلمية والصحية والطبية والهندسية التي يتطلبها سوق العمل في مشاريع التنمية الفكرية والعلمية والاقتصادية في المملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن عدد خريجي البرنامج حتى الآن بلغ نحو 55 ألف طالب وطالبة. وقال العنقري في حديث للمبتعثين "إنكم بنجاحكم هذا قد أكدتم أهمية تجربة الابتعاث إلى الخارج، التي بدأت لأول مرة منذ 90 عاما (1346 - 1927) في بلادنا الحبيبة، المملكة العربية السعودية، بقيادة حكيمة، أدركت، منذ تأسيسها على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وأبناؤه البررة بأن التطور والتنمية الحقيقية للوطن إنما تأتي أولا بالاستثمار الحقيقي في تطوير وبناء العقول والكوادر البشرية المؤهلة من أبناء وبنات الوطن؛ للإسهام بنجاح في دعم حركة نموه وازدهاره في جميع جوانبها، ولتصبح بلادنا بمصاف الدول المتقدمة على المستوى الإقليمي والعالمي". ولفت وزير التعليم العالي إلى اهتمام ولاة الأمر بالتعليم العالي، الذي من أوجهه ما رصد للتعليم من ميزانية هذا العام "1435-1436" بلغت "210 مليارات ريال"، بنسبة 25% من مجموع ميزانية الدولة، وما خصص للتعليم العالي 10% من إجمالي ميزانية الدولة لهذا العام. من جانبه، أشار سفير خادم الحرمين الشريفين بكندا، نايف بن بندر السديري، إلى أن برنامج الابتعاث يعكس إيمان خادم الحرمين الشريفين بأن الصرح لن يشتد عوده ولن يرسخ أساسه إلا ببناء الإنسان، ابن الوطن المخلص الصالح القادر على تفعيل الآليات، واستغلال الموارد بما يعود على الوطن بالخير والمنفعة، مشيرا إلى أن هذا الإيمان هو الدافع الرئيس لمشروع الابتعاث الطموح، الذي خلق البيئة المثلى للآلاف ليكونوا أعضاء فاعلين في مسيرة النهضة والتقدم. من جهته، خاطب الملحق الثقافي الدكتور علي بن محمد البشري الطلبة الخريجين في كلمة خلال الحفل قال فيها: "لقد وقفت أمامكم العام الماضي، ورأيت من واجبي أن نجعل الممشى في مسيرة التخرج ممكنا لكل مبتعث ومبتعثة، وهو ما تحقق بتظافر جهود الوزارة والسفارة والملحقية، إذ استطعنا الاحتفال بألف خريج هذه الليلة"، وأشاد البشري بالطلبة الخريجين على تحملهم المسؤولية، وتمثيلهم بلدهم خير تمثيل، وتعاونهم مع الملحقية. مشروع ل"إحلال المبتعثين".. والعنقري: لست قلقا على مستقبلهم أوتاوا: محمد الحليلي أكد وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، توجه وزارته لإحلال المبتعثين في وظائف متعددة يشغلها غير السعوديين، دون أن يسميها، وقال أمس خلال حديثه للصحفيين على هامش افتتاح يوم المهنة بالعاصمة الكندية أوتاوا، المصاحب لحفل الخريجين، بأنه يعتقد بأنهم سيكونون مشروع "إحلال" ناجح، في مختلف الوظائف، في ظل وجود أعداد كبيرة من غير السعوديين في عدد من الوظائف، لافتاً إلى أنهم سيكونون أكثر تميزا وأكثر عطاء لدى إعطائهم هذه الفرصة ومنحهم تلك الوظائف. وشدد العنقري على أنه غير قلق على مستقبل الخريجين من كندا والولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول المتقدمة، مبرراً ارتياحه، لكونهم يدرسون في تخصصات مطلوبة في سوق العمل، ومتخرجين من جامعات متميزة، ولديهم خبرة معرفية متفوقة، ومهارات عالية. وفي رده حول موضوع زيادة بدل الحضانة، أشار العنقري إلى أن كل شيء سيعلن عنه عبر القنوات الخاصة به، فيما شدد على أنه لا يبتعث للخارج إلا أشخاص في تخصصات مطلوبة بشكل ملح في سوق العمل، وذلك يتم عبر التنسيق مع الجهات المعنية قبل الابتعاث، وهو الخطوة الأولى، تليها ما يقدم في يوم المهنة، من مشاركة جهات توظيف مختلفة، علاوة على التنسيق مع جهات متعددة، كوزارة التخطيط، ووزارة العمل في كيفية إيصال المعلومات للخريجين حول الفرص الوظيفية المتاحة لهم. وأضاف وزير التعليم العالي بأن معرض يوم المهنة يستهدف البحث عن أفضل الفرص لتوظيف الخريجين من برنامج الابتعاث، مؤكداً أنهم كافة درسوا في تخصصات متميزة ومطلوبة في سوق العمل، وهناك أكثر من فرصة مهيأة لهم، من ضمن الفرص المتاحة من قبل الشركات المشاركة، متمنياً لهم التوفيق، وأن يكون عطاؤهم متميزا بعد عودتهم في خدمة دينهم ووطنهم. وحول معايير اختيار التخصصات، أشار العنقري إلى أن التخصصات المرتبطة بشكل مباشر بسوق العمل هي التي ركز عليها برنامج الابتعاث منذ بدايته، وفي مقدمتها التخصصات الطبية، موضحاً أن ذلك قاد إلى زيادة عدد المقاعد المتاحة للمبتعثين في هذه المجالات من خلال التنسيق مع الجامعات الكندية المختلفة بطلب زيادة الفرص للطلاب السعوديين، مشيراً إلى أن هناك تخصصات أخرى لا تقل أهمية من بينها الحاسب الآلي، والتخصصات الهندسية، وغيرها من التخصصات المطلوبة في سوق العمل بشكل كبير.