ما إن يحاول أي "زبون" مغادرة أي محل تجاري، خاصة محلات الملابس دون أن يمر ب"الكاشير" إلا وتنطلق صافرات الإنذار معلنة خروج شخص لم يدفع الحساب. ومع هذه التقنية لم تعد مراقبة المتسوقين وهم يغادرون المحلات التجارية قبل دفع ثمن البضائع من ملابس ونحوها مهمة شاقة، ليس ذلك فحسب، ولكن عمدت الكثير من المحلات التجارية تزويد بضائعها بقطع معدنية و"إستيكرات" خاصة تطلق "صافراتها" عند محاولة خروج الزبائن بالبضاعة دون دفع الحساب. وكشف عاملون في محلات تجارية تعتمد هذه التقنية، أنه لا يمر أسبوع إلا وتكتشف هذه الوسائل حالة أو حالتين، لهروب دون دفع، معظمها من السيدات، مشيرين إلى أن نظام تثبيت القطع المعدنية التي لا يمكن إزالتها إلا بجهاز خاص بالملابس يجد خرقا من قبل بعض المحترفين. وقال عبدالعزيز السفياني "بائع في أحد المحلات" إن "هناك أربعة أنواع من أجهزة الأمان التي توضع مثبتة بالقطعة المعروضة، منها معدني وآخر بلاستيكي، وثالث على شكل أسورة تعلق بالبضائع الثمينة كالتحف وبعض الأواني، ومنها ما هو إستيكر يلصق بالمنتج بجوار الباركود الخاص بالقطعة، لا يلاحظه المشتري". وأضاف: "عند قيام أحدهم بمحاولة الخروج بالقطعة من المحل دون دفع الحساب يعطي جهاز الإنذار الموجود على البوابات صوتا لحراس الأمن يفيد بأن هناك قطعة تمت سرقتها، بعدها يتحقق الموظف المختص من القطعة بمراجعة الفاتورة التي سلمت للمشتري، ويتم التأكد من عملية السرقة أو عدمها". وعن طريقة تثبيت القطعة المعدنية وإزالتها، قال السفياني "بعد تسديد المبلغ المطلوب ينزع البائع القطعة على طاولة يوجد بها قاعدة معدنية مثبت في أسفلها مغناطيس بطريقة خاصة، ومن ثم يتم فكها، أما "الإستيكرات" الأمنية الجديدة يتم إبطال مفعولها مباشرة بمقص عادي"، مشيرا إلى أن أغلب المتسوقين لا يعلمون شيئا عن هذه الملصقات. وأوضح علي المالكي "كاشير في محل آخر" أن أجهزة الإنذار الموجودة عند أبواب المحال التجارية يتم فحصها وإعادة برمجتها من 4 : 6 أشهر تقريبا، مشيرا إلى أن الأعطال غير المتوقعة للجهاز توقع البعض في حرج كبير، فلذلك يتم تحديث عملها بين فترة وأخرى. وعن سبب عدم إحداث النقود المعدنية أو المفاتيح المحمولة في جيب المتسوق إنذارا عند مرورها بهذه الأجهزة، قال إن "المنتجات الصغيرة تزود ب"إستيكر أمان"، له كود معين مبرمج مع الجهاز، أما المنتجات الأخرى التي تكون مزودة بقطع إما حديدية أو بلاستيكية، أو على شكل أسورة، فإنها تفك عند المحاسب مباشرة بواسطة جهاز آخر، وإن أخذ المشتري قطعة ونسي المحاسب فكها يعود للمحل مرة أخرى، فيجري البائع مقارنة بين الفاتورة والقطعة المباعة، ليتأكد أن البضاعة مشتراه، ومن ثم ينزع منها قطعة الأمان". واعترف المالكي بحدوث أخطاء في هذه العملية أحيانا، إذ يتسبب عدم تحديث أجهزة البوابات في خروج المنتج بقطعته الحديدية دون إنذار. ويرى نايف الزهراني إن "هذه الأجهزة مهمة جدا لحفظ المحلات التجارية من بعض ضعاف النفوس، ولكنه يعترف أنها أحيانا توقع المشتري في حرج، يقول "في أحد الأيام لم ينزع موظف الكاشير القطعة المعدنية من قطعة ملابس اشتريتها، وعند مروري ببوابة الخروج أطلق الجهاز صفارته، فباغتني حارس الأمن أمام الزوار، والكل ينظر إلي كأنني سارق، فأخرجت الفاتورة بسرعة؛ كي أزيح عني شبح الاتهام، واعتذر لي المحاسب، وتم نزع القطعة، ولكن كانت نظرات المتسوقين تلاحقني وهم لا يعرفون أن المحاسب هو السبب".