المدعو " لست زماراً " هو اسم مدون مستعار ويبدو أنه اسم على مسمى، فهو بمعنى ما، يقول لا أعرف العزف على المزمار، و للعبارة معنى عميق ومجازي لن نتحدث عنه، لكن يعني فيما يعنيه أن الزمار يستطيع العزف لمن يشاء أن يرقص وفي أي نغمة يحب، على اعتبار صحة المثل القائل " في كل عرس له قرص" والأوساط الشعبية تطلق على من هو مثله لقب "أبو العريف". كتب المدون على موقع " بناء" وهو موقع متنوع يهتم بالثقافة العامة (http://www.benaa.me/Read.asp?PID=1758937 ) كنت أجلس في مجلس مليء بالصخب كعادة بعض مجالسنا العربية، فالكل يتكلم والكل يعرف. أحد الجالسين شكا من مرض السكر، فانبرى أحدهم ليقول إن مشكلتنا أننا نأخذ كلام الأطباء كمسلمات، ثم استلم الحديث عن المرض والمرضى، فبدأ الناس يشكون إليه عللهم، فهذا عنده القولون، وذاك لديه مشكلة في الظهر، وثالث يعاني من ألم في الكلى. ما يدهش أنه كان يدل كل واحد منهم على العلاج المناسب لمرضه، وكان هذا العلاج واحداً لجميع الأمراض بما فيها الأمراض المزمنة والخطيرة، حتى إنه حسب زعمه شفى به رجلا مقعداً وآخر شفي من التهاب الكلى وآخر لم يعد يشكو من السكري. لابد أن هذا دواء سحري، وأن هذا الساحر الذي يعالج به هو طبيب ماهر، فسألته أخي الكريم ماذا تعمل؟ فقال معلم، قلت لعله مدرس علوم أو أحياء، فسأله آخر وما هو تخصصك ؟ فقال تربية إسلامية، فكأنه صفعنا بهذا الجواب، فساد الصمت في المكان في أن قلت "ما رأيك في شخص يعاني من الصداع وذهب للمخبز يطلب البندول ماذا تقول عنه؟ قال: هذا مجنون أو جاهل، قلت: انتهى الحوار. والحقيقة أن الادعاء بالمعرفة ظاهرة عربية بامتياز، وتذكرون على الرغم من تهالك مسلسل "بيني وبينك" قد عرض حلقة تتناول الظاهرة، فقد رأينا الفنان راشد الشمراني، وهو يشتعل بالفرح والدهشة حين سمع طفلاً يقول لأخته: لا أدري، ومع أن من مأثوراتنا الشهيرة " من قال لا أدري فقد أفتى "إلا أن الناس في مجتمعاتنا يدرون بكل شيء، حتى إنهم من كثر درايتهم باتوا لا يدرون شيئاً.