أعلن المؤتمر الوطني العام في ليبيا الذي يمثل أعلى سلطة في الدولة أول من أمس، حالة الطوارئ بعد مواجهات في جنوب البلاد وتردد شائعات بشأن ضلوع أنصار لنظام معمر القذافي في أعمال العنف. وقال رئيس الحكومة علي زيدان في تصريحات صحفية، إن المؤتمر العام اتخذ هذا القرار خلال جلسة استثنائية خصصت للوضع في مدينة سبها جنوب ليبيا التي شهدت مواجهات قبلية قبل عدة أيام، مشيرا إلى أن بلاده بصدد إرسال قوات إلى الجنوب المضطرب بعد أن اقتحم مسلحون قاعدة للقوات الجوية في أكبر بلدة بالمنطقة. وشهدت سبها مواجهات جديدة إثر سيطرة مجموعة مسلحة على قاعدة عسكرية بعد أيام من الهدوء النسبي، بحسب الحكومة، فيما أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع عبدالرازق الشباهي، أن القوات الحكومية استعادت السيطرة على القاعدة بعد استهدافها بضربات جوية. وقال في تصريحات صحفية، إنه تم تجهيز قوة عسكرية ثم أقلعت الطائرات وتعاملت مع الأهداف المقصودة، إلا أنه لم يذكر أي تفاصيل عن العملية العسكرية. وأضاف أن الوضع في الجنوب أعطى فرصة لبعض "المجرمين" الموالين لنظام القذافي لاستغلال هذا الأمر ومهاجمة قاعدة تمنهنت الجوية. وتابع "أن الجيش سيحمي الثورة والشعب الليبي". إلى ذلك، شهدت بنغازي كبرى مدن شرق ليبيا موجة من الاغتيالات التي استهدفت ضباط الجيش والشرطة إلى جانب تفجيرات بسيارات ملغومة، وسيطرت مجموعة من الميليشيات ورجال القبائل على موانئ تصدير النفط الرئيسية في شرق ليبيا للمطالبة بقدر من الاستقلال السياسي مما تسبب في فقدان إيرادات النفط التي تمثل شريان الحياة للاقتصاد الليبي. وقال مصدر أمني أول من أمس، إن اثنين من عمال الإنشاءات الإيطاليين خطفا في معقل للإسلاميين في منطقة درنة شرقي بنغازي حيث كانا موجودين في مصنع للأسمنت. وتخشى القوى الغربية إنزلاق ليبيا إلى عدم الاستقرار في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة جاهدة للسيطرة على الميليشيات ورجال القبائل والإسلاميين المدججين بالسلاح الذين ساهموا في الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011 ويرفضون إلقاء السلاح.