احتضن أكبر مساجد الجماعات السلفية في منطقة سعوان في صنعاء، أكبرَ مجموعة مرحلة من منطقة دماج بمحافظة صعدة، شمالي البلاد، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين الحوثيين والسلفيين، حيث وصل زعيم جماعة السلفيين الشيخ يحيى الحجوري أول من أمس، برفقة 100 من قيادات مركز دار الحديث بدماج، وعدد من الأجانب الدارسين هناك. وشهد الجامع تشديدات أمنية وانتشارا لمسلحين سلفيين في محيطه، الذي أقيمت فيه عيادات خاصة لعلاج الجرحى من آثار المعارك التي دارت في منطقة دماج لعدة أشهر، كما نصبت عدد من الخيام في الشوارع المجاورة له. وأثار قرار ترحيل السلفيين من دماج إلى محافظة الحديدة حالة من الجدل في الأوساط السياسية والإعلامية، رغم أن السلطات تؤكد أن عملية خروج السلفيين من دماج جاء بناء على رغبتهم ولتجنب الفتنة. وكان اتفاق لوقف إطلاق النار بين جماعة الحوثيين والسلفيين، قد قضى بتهجير أنصار الشيخ الحجوري ونقلهم الى الحديدة، بعد أن أقاموا لسنوات طويلة وأنشؤوا فيها دار الحديث الذي أسسه الشيخ مقبل الوادعي قبل 37 عاما، ومثل قبلة للسلفيين من اليمن وأنحاء العالم، واتهم بنشر التعصب الديني المتشدد، إذ أكدت مصادر متطابقة وجود أجانب يقيمون بصورة غير شرعية في دماج. ولم يوضح الاتفاق طبيعة أو خلفية قرار ترحيل السلفيين، مما جعل الأمر محل جدل للتفسيرات المختلفة والاتهامات للرئاسة والحوثيين بالوقوف خلف ذلك، في حين تتهم أطراف أخرى حزب التجمع اليمني للإصلاح بالتورط في القضية بعد أن كانوا قد دخلوا في حلف مع السلفيين لقتال الحوثيين. وما زاد الأمر غموضا، إشارة بعض المصادر إلى أن قرار ترحيل السلفيين من صعدة، جاء برغبة أميركية ومباركة إقليمية، تتحجج بخطورة الجماعة السلفية وأن دار الحديث في دماج يفرخ العناصر الدينية المتشددة والمتطرفة. من جهتها، أعلنت شخصيات ومكونات مدنية في منطقة تهامة استنكارها قرار ترحيل جماعة السلفيين وبمعداتهم وأسلحتهم إلى الحديدة، وطالبت الرئيس عبدربه منصور هادي، تدارك نفسه قبل منح شبر من أرض تهامة لأي فئة أو جماعة تحت باب سد الفتنة والتصالح، أو ما يتصل بتلك المسميات على حساب شعب تهامة وأرضها. على صعيد سياسي، أكد الرئيس هادي، أن الدولة الاتحادية ستكون من عدة أقاليم، مشيراً إلى أن نتائج مؤتمر الحوار الوطني، الذي يختتم في ال25 من الشهر الجاري ستكون مرضية للجميع، مستبعداً في نفس الوقت خيار دولة اتحادية من إقليمين بحسب مشروع الحزب الاشتراكي اليمني. وقال هادي أثناء لقائه مشايخ من محافظات الجوف ومأرب والبيضاء، إن الدولة الاتحادية الجديدة ستسودها العدالة والمساواة والمشاركة الحقيقية في السلطة والثروة، بعيدا عن المركزية المفرطة، كما انتقد تجربة 50 عاما من الحكم المركزي، مبينا أنه لم يحقق لليمنيين ما يصبون إليه. إلى ذلك، قتل عنصر مفترض من تنظيم القاعدة في غارة لطائرة أميركية من دون طيار" درون"، منتصف ليل أول من أمس، في ضواحي مدينة شبام بمحافظة حضرموت، حسبما افاد مسؤول محلي. وكان البرلمان اليمني صوت في ديسمبر الماضي على قانون جديد يمنع استخدام الطائرات من دون طيار لشن هجمات في اليمن.