حذر الحراك التهامي الرئيس عبد ربه منصور هادي من المضي في خطأ تاريخي، سيكون وصمة عار في تاريخه إذا أصر على نقل السلفيين من منطقة صعدة إلى الحديدة حاضرة تهامة. وقال الحراك التهامي في بيان شديد اللهجة ردا على الاتفاق الذي قضى بنقل السلفيين من صعدة إلى تهامة بعد الحرب التي دارت مع الحوثيين، إن على الرئيس تدارك نفسه قبل منح شبرٍ من أرض تهامة لأي فئةٍ أو جماعة تحت باب سد الفتنة والتصالح، أو ما يتصل بتلك المسميات على حساب شعب تهامة وأرضها. واعتبر الحراك التهامي أي قادم إلى أرضهم من السلفيين أهدافاً مشروعة لنضال أبناء تهامة. وجاء في بيان الحراك أن ما يجري في البلاد من أحداث ذهب ضحيتها الآلاف من خيرة الشباب، جرّاء فتنةٍ أدارتها قوىً إقليميةٌ ودولية لتكون محرقة حطبها أبناء هذا الشعب، وأضرمت نيرانها مفاصل الحكم القمعية، التي أضحت تفرض كل يومٍ سوط قوتها بمذابح جديدة في كل شبر من الوطن. وتابع البيان أن تلك القوى تعد عدتها وتجمع قوتها محاولةً القضاء على نضال شعب تهامة بمنح رؤوس الفتنة وطناً قومياً في أرضنا التي نناضل لتحريرها من براثن الانتداب، فإذا بهم يصدرون إليها محتلاً جديداً وبقرارٍ جمهوري كما يصفونه. واعتبر الحراك التهامي تشريع الرئيس نقل السلفيين إلى تهامة تكرارا لنهج سلفه صالح الذي أصدر آلاف القرارات لزبانية حكمه مسخراً لهم كافة مقدرات معسكراته ليسوموا شعب تهامة القهر ردحاً من الزمن. وأضاف أنه ما أن استبشرنا بعهد جديد يتنفس فيه شعبنا الصعداء في مسيرته النضالية، ليستعيد وطنه وينال حريته عبر درب حراكه المتجدد بدماء شهدائه وعدالة قضيته، فإذا بالمؤامرات الدنيئة تعيد نفسها، وفصول احتلال تهامة في العشرينيات تتكرر بشكلٍ مقيت مفضوح وفي عهد رئيسٍ رأينا أن في عهده تفتح نافذة قد نستنشق منها نسمات العدالة والمساواة، أو بصيصا من نور يُقر فيه رأس البلاد أن هناك شعباً جوار البحر إلى تخوم الجبل مورس بحقه القهر والتعذيب وأبشع صور التنكيل. واعتبر حراك تهامة أن تهجير أي فئة أو طائفة من أرضها إلى أرض أخرى يعد وفق القانون الدولي جريمة ضد الإنسانية لا نقبلها، لا لشعب تهامة ولا لأي شعب أو طائفة أو فئة مهما كنا متفقين معها أو مختلفين. وقال الحراك أنه يؤكد إيمانه ويقينه بضرورة الحفاظ على أمن البحر الأحمر كمسؤولية تحملها منذ بدء نشأته، ويرفض نقل أو تكوين أية جماعة مسلحة دينية أو قبلية أو غير ذلك تطأ أرض تهامة وتشكل تهديدا لأمن البحر الأحمر. موقف الحراك التهامي الذي أعلن لأول مرة نضاله لطرد المحتل الذي يقصد به الجيش اليمني وأن تهامة دولة محتلة منذ العشرينيات جاء عقب الاتفاق مع الحوثيين على نقل السلفيين في دماج بصعدة إلى الحديدة حسب شرط الحوثيين لوقف تمددهم في معاقل قبيلة حاشد. وكان شيخ السلفيين في صعدة يحيى الحجوري خاطب رئيس الجمهورية بأنه له حرية تقرير مصير السلفيين، وقرر الرئيس نقلهم إلى الحديدة نزولا عند رغبة الحوثيين. ويقضي أمر الرئيس هادي بطرد كل الطلاب الأجانب الذين يدرسون العلوم الشرعية في مراكز السلفيين بدماج وكتاف حيث يوجد عدد من الطلاب الأجانب، قتل عدد منهم في المواجهات مع الحوثيين. وسيتم تعويض السلفيين الذين يوجدون في دماج منذ 30 عاما عن الأملاك التي لهم في المنطقة وتعويض المتضررين وتحميل الدولة تكاليف إعادة تسكينهم في الحديدة بتهامة غرب اليمن. وأثارت عملية تهجير الحوثيين للسلفيين ردوداً واسعة انتقدت التهجير الطائفي لفئة من فئات المجتمع وعدم قدرة الحوثيين على التعايش مع الآخرين. وفي جنوب اليمن دعا شيوخ السلفية الرئيس هادي إلى تسليم الجنوبيين أرضهم وإخلائها من غير الجنوبيين أسوة بمنح صعدة للحوثيين. وخاطب شيوخ السلفية هادي في بيان لهم بالقول«هل تستطيع أن تسلم الجنوب لأهله كما سلمت دماج للحوثيين». وقال البيان «إن الجنوبيين يستحقون الحصول على أرضهم وهويتهم التي خسروها بفعل مغامرات بعض قيادات الدولة التي تسببت في معاناة كبيرة لهم».