تحول حفل تأبين شاعر العامية المصري الراحل أحمد فؤاد نجم، الذي احتضنته دار الأوبرا المصرية أول من أمس، إلى مناوشات سياسية حول الدستور والمرحلة الانتقالية، حيث رفعت مجموعة من الشباب هتافات مناهضة لخارطة الطريق، التي تبدأ أولى خطواتها نحو الشرعية اليوم بفتح باب الاقتراع للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد. وتدخل عدد من المثقفين لتهدئة الشباب وإقناعهم بأن هذه مناسبة ثقافية وليست سياسية؛ لتأبين رمز مصري ثقافي رحل قبل أربعين يوما، وأن ذلك لا يتناسب مع جلال المناسبة، وبالفعل هدأ الشباب، و استأنف الحفل مراسمه بحضور وزير الثقافة صابر عرب، الذي أكد على أن المصريين مصرون على الخروج للاستفتاء اليوم؛ ليصلوا ببلادهم إلى الأمان، ولن يعوقهم ما يحدث في مصر الآن من نشر للفوضى، على حد قوله. وأوضح أن نجم كان جزءا من حركات التحول الوطني السياسي، ابتداء من سبعينات القرن الماضي، وكان ندا وخصما قويا وصارما لكل الأنظمة، وبقدر صرامته كان خفيف الدم وبسخريتة تبدو تأثيراته أكبر كثيرا من خصمه. وأضاف: لقد علم نجم نفسه بنفسه وارتبط في وجداننا بكل العمل السياسي، وهو من الشعراء الذين لن يُنسوا في تاريخها، واسمه سيأتي في مقدمة الموسوعة الكبيرة عندما نذكر أعلام مصر في الفن والوعي والثقافة والوطنية. إلى ذلك شهد الحفل إعلان الملياردير المصري نجيب ساويرس عن تخصيص جائزة سنوية باسم الشاعر أحمد فؤاد نجم في شعر العامية بالاشتراك مع وزارة الثقافة.