«عدّى النهار، والمغربية جاية...»، أغنية عبد الحليم حافظ التي غنّاها في أعقاب نكسة 1967، افتتح بها المطرب شريف عبد المنعم حفلة تسليم جوائز ساويرس الثقافية في موسمها الثامن، والتي أقيمت مساء أول من أمس في دار أوبرا القاهرة، وتزامنت مع أحداث دامية في مدن مصرية عدة. عقب ذلك الافتتاح الحزين، سلّم راعي المسابقة سميح ساويرس، الجوائز للفائزين الاثني عشر، فحصد إبراهيم فرغلي جائزة أفضل عمل روائي لكبار الأدباء عن روايته «أبناء الجبلاوي»، بينما تبوأ ياسر أحمد المركز الأول في الرواية - فئة الكتّاب الشباب عن روايته «عكس الاتجاه»، وتقاسم المركز الثاني كل من محمود الغيطاني عن روايته «كادرات بصرية»، ومحمود سالم عن روايته «راقص التانغو». عن فئة القصة القصيرة لكبار الكتّاب، فاز بالمركز الأول إبراهيم داود عن مجموعته «الجو العام»، ونال محمد رفيع جائزة المركز الأول للقصة القصيرة - فئة الكتّاب الشباب عن مجموعة «أبّهة الماء»، بينما مُنِح المركز الثاني مناصفة بين أميرة الدسوقي عن مجموعتها «بس يا يوسف»، ومحمد فاروق عن مجموعته «سينما قصر النيل». وفي مسابقة السيناريو للكبار، فاز خالد عزت بالمركز الأول عن سيناريو «حالتي»، وعن الشباب فاز محمد أمين راضي عن سيناريو «عاصمة جهنم». وأخيراً في مجال المسرح نال المركز الأول إبراهيم الحسيني عن مسرحية «الحشاشين»، بينما حلّ سليم كتشنر ثانياً بمسرحيته «فارس الهزائم». وأطلقت مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية اسم الصحافي الراحل سلامة أحمد سلامة على هذه الدورة تكريماً له باعتباره أحد مؤسسي الجائزة. وشاركت 92 رواية ومجموعة قصصية في مسابقة كبار الروائيين، و47 رواية في فئة الروائيين الشباب. أما في مجال القصة للشباب، فتلقّت لجان الجائزة 53 مجموعة. في حين قُدّم 119 سيناريو لمسابقة كبار الكتّاب، و125 سيناريو عن فئة الشباب. وفي مجال المسرحية تلقت لجان الجائزة 98 مسرحية. وركزت كوادر المؤسسة في الكلمات الملقاة على العمل التطوعي ودور المجتمع المدني في تنمية الثقافة، وهو ما شددت عليه المديرة التنفيذية للمؤسسة جنّات السمالوطي، وعضو مجلس أمناء الجائزة منى ذوالفقار التي رأت إن لمسابقات ساويرس «دوراً مهماً في دعم حرية التعبير وترسيخ مجهود مؤسسات المجتمع المدني». وعرّجت منسقة الحفلة، خلال كلمتها، على الوضع السياسي المتأزم في مصر، ما دفع برجل الأعمال سميح ساويرس إلى تلطيف الجو بقوله: «بلاش سياسة من فضلكم». والدورة الحالية هي الأولى التي يُعتمد فيها نظام القوائم القصيرة في فروع الرواية والقصة والسيناريو للكتّاب الشباب. وأوضح الناقد جابر عصفور إن نظام القوائم القصيرة معروف في المسابقات الثقافية والفنية العالمية، مبيناً أن مجلس الأمناء وافق على نظام القوائم بالإجماع بعدما طرحت الفكرة لجان تحكيم الفروع المذكورة، بهدف تسليط الضوء على الأعمال المتنافسة، قبل اختيار الفائزين. واقترح الروائي جمال الغيطاني على مجلس أمناء الجائزة تدشين فرع جديد في المسابقة للنقد، معللاً ذلك بفقر الحركة النقدية في مصر مقارنة بحجم الإبداع الذي ينتجه الأدباء والفنانون المصريون، الأمر الذي تعهد راعي الجائزة بتنفيذه. وفي كلمته التي اختتم بهاش الحفلة، طلب الفنان عصام المغربي من المغني شريف عبد المنعم أن يغني شيئاً يبعث على التفاؤل، والتيقن من تجاوز مصر لمحنتها السياسية، وهو ما استجاب له المطرب الشاب وغنى «علي صوتك بالغنا» لمحمد منير.