أعلن الجيش السوداني، طرده لمقاتلي قبيلة النوير الموالين لزعيم التمرد في دولة جنوب السودان نائب الرئيس المقال ريك مشار. وقال المتحدث باسم الجيش الصوارمي خالد سعد "إنه بتاريخ التاسع من الشهر الجاري دخلت قوة تقدر بنحو كتيبة مشاة من أبناء قبيلة النوير إلى داخل الحدود السودانية قبالة منطقة "هجليج"، وهي في حالة هروب بعد تقدم جيش دولة جنوب السودان نحو مدينة "بانتيو" عاصمة ولاية الوحدة النفطية". وتابع "من جانبنا كقوات مسلحة تعاملنا مع هذه القوة بكل الحسم، فتم تجريد 54 فرداً منهم من أسلحتهم وعوملوا معاملة لاجئين، بينما انسحبت بقية القوة إلى داخل دولة الجنوب بعد أن رفضت التجريد وتم طردها". وأضاف "نؤكد أن أراضينا الآن خالية من أي قوات أجنبية، وأن القانون الدولي هو سبيلنا في التعامل مع أي حالات مماثلة". وكانت القوات الحكومية بجنوب السودان تمكنت الجمعة من استعادة السيطرة على مدينة "بانتيو" بعد معركة دامت أكثر من ساعتين من قوات المتمردين. من ناحية ثانية، تخوض القوات الحكومية حاليا معارك ضد المتمردين بعاصمة ولاية جونقلي بور، آخر مدينة يسيطر عليها المتمردين منذ اندلاع أعمال العنف منتصف الشهر الماضي، وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان، فيليب أغوير، إن قواته على مشارف المدينة وتستعد لاقتحامها، بينما أفاد سكان محليون في مدينة بور بأن قوات الحكومة دخلت المدينة عصر أول من أمس بعد معارك طاحنة مع قوات مشار. فيما لا تزال المفاوضات الجارية بين الطرفين بإثيوبيا متعثرة بسبب إصرار وفد المتمردين على إطلاق سراح المعتقلين في الأحداث أولاً ثم الدخول في تفاوض بشأن وقف إطلاق النار. وكان وفد من منظمة الإيقاد التى تقوم بوساطة بين الجانبين قد التقت زعيم المتمردين، في أحراش ولاية جونقلي، وطرح وسطاء "إيقاد" على مشار اتفاقاً جزئياً لوقف العدائيات مع حكومة سلفاكير ميارديت، لا يشمل إطلاق سراح المعتقلين، إلا أن مشار أرجأ الرد على الوساطة لحين التشاور مع وفده المفاوض وقادته الميدانيين. إلى ذلك، كشف مصدر بالحكومة السودانية عن وجود مشاورات لدعم مبادرة تقودها الخرطوم لحل الأزمة في جنوب السودان، مشيرا إلى أن المبادرة السودانية ستتم بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة الأميركية، التي قال "إنها أصبحت مقتنعة بأن السودان هو الأفضل لحل الأزمة". وأشار المصدر إلى أن مقترحا قدم لمجلس الأمن الخميس الماضي، تضمن أن يمنح السودان الضوء الأخضر لحل الأزمة في الجنوب، باعتبار أنه الأعلم بتقاطعات الوضع هناك،. وفي سياق متصل، التقى أول من أمس الوسطاء الأفارقة والموفد الأميركي إلى السودان وجنوب السودان دونالد بوث بزعيم التمرد، وقال بيان للمتمردين أمس أن "الموفد الأميركي والوسطاء (الإقليميين) توجهوا إلى موقع في جنوب السودان للقاء الدكتور رياك مشار".