أعلن دبلوماسيون أميركيون أن الولاياتالمتحدة تأمل في إقناع المعارضة السورية المعتدلة بالمشاركة في المؤتمر الدولي للسلام المعروف بجنيف-2 والمقرر في أواخر يناير في سويسرا والذي لن تشارك فيه إيران. ومن المقرر أن يشارك وزير الخارجية الأميركي جون كيري اليوم في باريس في اجتماع جديد لمجموعة "أصدقاء سورية" أو "لندن 11"، يضم رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، ووزراء 11 دولة تدعم الائتلاف وهي الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وتركيا، والسعودية، والإمارات، وقطر، ومصر، والأردن". ومن المتوقع أن تزيد هذه الدول ضغوطها لإقناع المعارضة السورية بالمشاركة في جنيف-2، والذي من المقرر أن يبدأ أعماله في مونترو (سويسرا) في 22 يناير الجاري برعاية الأممالمتحدة. وميدانيا دارت أمس اشتباكات عنيفة بين تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" ومقاتلي المعارضة في محيط مدينة سراقب بمحافظة إدلب، واستقدم مقاتلو المعارضة تعزيزات للسيطرة عليها، فيما قتل 5 مسلحين معارضين بتفجير لغم في سيارتهم أمس في شمال غرب سورية، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. وقال المرصد "لقي 5 مقاتلين من الكتائب الإسلامية المقاتلة مصرعهم إثر انفجار لغم أرضي بسيارتهم بعد منتصف ليل أول من أمس في مدينة سراقب. وأشار إلى أن التفجير نتج عن إلصاق مسلحين شحنة ناسفة أسفل شاحنة صغيرة "بيك أب" تابعة لحركة أحرار الشام الإسلامية، والتي تشكل رأس حربة في المعارك الدائرة ضد عناصر "داعش" المرتبطة بتنظيم القاعدة. وأتى التفجير مع حشد مقاتلي المعارضة قواتهم للهجوم على سراقب، أبرز معاقل "داعش" في إدلب. وأفاد المرصد بأن "رتلا مؤلفا من عشرات الآليات بينها دبابات وعربات عليها رشاشات ثقيلة ومتوسطة ويضم أكثر من 200 مقاتل من كتائب إسلامية وكتائب سورية مقاتلة" شوهد ليل أول من أمس في طريقه إلى سراقب "التي يتواجد فيها مئات المقاتلين من "داعش". وتدور منذ الثالث من يناير معارك بين 3 تشكيلات لمقاتلي المعارضة هي "الجبهة الإسلامية" "التي تعد أحرار الشام من أبرز مكوناتها" و"جيش المجاهدين" و"جبهة ثوار سورية"، وعناصر الدولة الإسلامية التي يتهمها الناشطون والمعارضة بتطبيق معايير متشددة وارتكاب ممارسات "مسيئة" تشمل أعمال القتل والخطف والاعتقال. وخلال الأيام الماضية، حقق مقاتلو المعارضة تقدما في إدلب وحلب، بينما تحقق الدولة الإسلامية تقدما في الرقة "شمال" التي تعد أبرز معاقلها. في غضون ذلك، تواصلت المعارك في مناطق عدة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة، لا سيما في ريف دمشق ودرعا "جنوب". وحيا الائتلاف الوطني السوري في بيان مقاتلي المعارضة في مدينة حمص، والذين قضى 45 منهم الخميس الماضي أثناء محاولتهم فك الحصار عن أحياء في ثالث كبرى المدن السورية. وفي سياق آخر، أعربت المسؤولة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف" ماريا كاليفيس عن مخاوفها من تفشي مرض شلل الأطفال في سورية وانتشار عدوى الفيروس إلى دول الجوار مبرزة ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة للسيطرة عليه عبر تطعيم الأطفال داخل سورية كل شهر وتطعيم من خارجها كل 3 أشهر. وقالت كاليفيس في تصريح لها أمس "إن اليونيسيف تتعامل مع الأزمة السورية التي أوشكت على أن تدخل عامها الرابع بأرقام تقفز بشكل مخيف، وقد خلفت 6.9 ملايين متضرر داخل سورية، وهو ما يمثل تقريبا نصف تعداد السكان إضافة إلى 2.2 مليون لاجئ مما يجعلها واحدة من أكبر أزمات اللاجئين على مر التاريخ.