انسحبت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) من مناطق استراتيجية قرب الحدود التركية أمس بعدما تعرضت لإطلاق نار كثيف من جماعات إسلامية أخرى. ونشبت معارك بين جماعة الدولة الإسلامية، وهي ذراع للقاعدة تعتمد على مجاهدين أجانب وجماعات إسلامية محلية مثل جبهة النصرة وهي أيضا موالية للقاعدة في الأيام الأخيرة ما ينم عن تصاعد التوتر للسيطرة على أراض ودوائر النفوذ في منطقة قريبة من الحدود الطويلة مع تركيا. والمنطقة مهمة لوصول الإمدادات لمعارضي الرئيس السوري بشار الأسد وشاركت وحدات من الجيش السوري الحر الذي يدعمه الغرب في القتال ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام. لكن الانسحاب أمس من معقل الجماعة في بلدة الدانة وبلدة أطمة المهمة لخطوط الإمداد دون قتال يشير إلى احتمال إبرام اتفاق لتفادي اشتباكات أوسع تستنزف قوة الجانبين وهو ما يصب في مصلحة الأسد. وقال نشطاء في شمال سورية إن مقاتلي جبهة النصرة ومجموعة أحرار الشام سيطروا على مواقع جماعة الدولة الإسلامية في البلدتين. وذكر النشط فراس أحمد أن جماعة الدولة الإسلامية انسحبت دون قتال وأن مقاتليها أخذوا أسلحتهم ومدافعهم الثقيلة ويبدون في طريقهم إلى مدينة حلب. وكان أكثر من 24 مقاتلا معارضا قتل في شمال سورية خلال هجمات شنها جهاديون في إطار جبهة الاقتتال الحديثة التي فتحت بين الطرفين، حسبما نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر طبية ومعارضة. ففي ريف حلب، استهدفت "الدولة الإسلامية" حافلة تقل مقاتلين معارضين بالقرب من تل رفعت ما أسفر عن مقتل 10 عناصر بحسب المرصد. كما لقي خمسة مقاتلين معارضين مصرعهم عندما قامت "الدولة الإسلامية" بتفجير سيارة مفخخة ليل السبت أمام مخفر بلدة حريتان. وفي ريف إدلب، قامت "الدولة الإسلامية "بإعدام 5 مقاتلين أول من أمس في منطقة حارم، عقب قيام الكتائب المقاتلة بمحاصرة مقر الدولة، بحسب المرصد. وأسفر كمين نصبته الدولة الإسلامية لمقاتلي المعارضة قرب بلدة المغارة بجبل الزاوية عن مقتل 4 مقاتلين. وعلى الجبهة المقابلة، أعدم مقاتلون من جبهة النصرة وحركة إسلامية مقاتلة أول من أمس 10 جنود من القوات النظامية رميا بالرصاص كانوا قد أسروهم في معركة السيطرة على مشفى الكندي "وذلك بعد إخضاعهم ل"محكمة شرعية".