شهدت مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار أمس اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر مسلحة وقوات من الجيش حاولت دخول المدينة من ثلاثة محاور، فيما أكد قائد الفرقة الخاصة لجهاز مكافحة الإرهاب اللواء فاضل برواري، أنه سيدخل إلى الأنبار صواريخ جديدة أطلق عليها اسم "برواري" لضرب معتصمي الأنبار. وأفاد شهود عيان ل "الوطن " بأن "اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة اندلعت صباح أمس بين عناصر مسلحة وقوات من الجيش حاولت دخول مدينة الفلوجة من ثلاثة محاور، هي الطريق الدولي السريع شرقا ومن المنطقة السكنية شمال المدينة، وحي الشهداء جنوبا، أسفرت عن إلحاق أضرار مادية بعدد من دوريات الجيش التي اضطرت إلى الانسحاب لمقراتها الثابتة في قضاء أبي غريب". وقال المتحدث باسم المعتصمين الشيخ عبد القادر النايل ل "الوطن" إن عشائر الأنبار دمرت في ساعة مبكرة من صباح أمس أربع سيارات من نوع همر لقوة من الجيش العراقي حاولت الدخول إلى المحافظة عن طريق ذراع دجلة وأجبروها على الانسحاب"، مشيرا إلى أن العشرات من عناصر القوى "سلموا أنفسهم للثوار وتم ترحيلهم إلى مناطق سكنهم في محافظات عراقية وسطى وجنوبية "، مؤكدا في الوقت نفسه سيطرة الثوار على معظم مدن المحافظة. وأكد تعرض مناطق متفرقة من مدينة الفلوجة لقصف بقذائف الهاون "قذائف الهاون سقطت على مبنى قائممقامية الفلوجة وأحياء العسكري، ونزال، وسط المدينة ومحيط الطريق الدولي السريع، مما أسفر عن إلحاق أضرار مادية بالمنازل، والقذائف انطلقت من مزرعة شرق المدينة تتمركز فيها قوات من الجيش". من جانبه قال شيخ عشيرة المحامدة طارق المحمدي ل "الوطن" إن المسلحين المنتشرين في الفلوجة من أبنائها يدافعون عنها للتصدي للقوات الحكومية التي حشدت جيشا من كل المحافظات لمواجهة أنباء أهل الأنبار، مطالبا الحكومة بالابتعاد عما وصفها بمغامرة اقتحام المدن بقوات عسكرية تحت ذريعة تطهيرها من المسلحين، "أية مغامرة تقدم عليها قوات المالكي سيواجهها الثوار. وننصح الحكومة المركزية في بغداد بأن تعيد حساباتها وتبحث عن سبل أخرى غير العمليات العسكرية لتثبت احترامها لإرادة شعبها"، محذرا في الوقت نفسه السياسيين من توظيف ثورة الأنبار لتحقيق مكاسبهم على حساب أهلها انتخابيا. وأعلنت وزارة الداخلية قيام قوة أمنية باعتقال الأمين العام لحزب الله العراقي وقائد جيش المختار واثق البطاط خلال عملية أمنية في شارع فلسطين شرق بغداد، وجاء اعتقال البطاط بعد يومين من إعلان وزارة الداخلية عن اعتقال اثنين من أشقائه خلال عملية أمنية في محافظة ميسان جنوبالعراق. من جانبه قلل المحلل السياسي شاكر المشهداني من أهمية اعتقال البطاط، لأن ميليشياته "لديها حرية الحركة في العراق لتنفيذ مخططات خارجية تستهدف أبناء السنة في العراق بعلم الحكومة"، واصفا إعلان عتقال البطاط بأنه محاولة من المالكي لبعث رسالة إلى العراقيين بأنه ضد جميع الخارجين على القانون على اختلاف انتماءاتهم المذهبية. وكان البطاط قد تبنى هجمات مسلحة على معسكر الحرية ليبرتي الخاص بعناصر مجاهدي خلق المناوئة لإيران غرب بغداد، والمناطق السعودية المحاذية للعراق، كما هدد بمهاجمة الكويت.