اندلعت اشتباكات عنيفة في اعقاب تفجير سيارة مفخخة قرب مبنى الاستخبارات في كركوك، فيما اعلن قائد الشرطة في الأنبار أمس، مقتل «والي الفلوجة في تنظيم القاعدة»، وطالبت كتلة «متحدون» الحكومة الاتحادية ب «فتح تحقيق في الاغتيالات التي حصلت في المدينة». وقال مصدر امني ان عشرات الضحايا سقطوا في اشتباكات بين مسلحين حاولوا اقتحام مبنى الاستخبارات في كركوك، في اعقاب تفجير سيارة مفخخة قرب بوابته. وأكد ان الاشتباكات تزامنت مع تفجير انتحاريين حزامين ناسفين، وانتهت بتدخل الجيش الذي طهر المكان. وأوضحت مصادر امنية ان حصيلة انفجار السيارة المفخخة والتفجيرين الانتحاريين أسفرت عن اثنين وإصابة 47 آخرين. الى ذلك، قال اللواء الركن هادي رزيج، قائد الشرطة في الأنبار خلال مؤتمر صحافي امس، ان «والي القاعدة في الفلوجة عمر اسماعيل عواد الملقب بأبي مازن ومسلحاً كان برفقته، قتلا صباح اليوم (امس) في اشتباك مع قوات الشرطة وسط المدينة»، وأشار الى ان» عواد هو احد الهاربين من سجن ابو غريب وكان محكوماً بالإعدام». وأضاف ان الاشتباك ادى الى اصابة احد عناصر الشرطة. وأكدت وزارة الداخلية في بيان ان «قوة من قيادة عمليات بغداد، بالتعاون مع شرطة الفلوجة، نفذت عملية دهم وفق معلومات استخبارية في إحدى مناطق الفلوجة، تمكنت خلالها من قتل المدعو عمر اسماعيل عواد (والي الفلوجة) التابع لتنظيم القاعدة الإجرامي وأحد مساعديه». وتابع ان «هذا المجرم محكوم بالإعدام سبع مرات، وهو احد الهاربين من سجن ابي غريب ومسؤول عن مجموعة من العمليات الارهابية والاغتيالات في الفلوجة ومناطق اخرى». وتأتي هذه العملية وسط ارتفاع ملحوظ في وتيرة العنف ضربت محافظة الانبار اثر اعلان تنظيم «القاعدة» اطلاق «غزوة الثأر»، مستغلاً الوضع السياسي والامني المرتبك. ورصد ألف دولار مكافأة لمن يقتل جندياً. وفي اشارة واضحة الى تفاقم الخلافات السياسية في الانبار، لا سيما بعد مقتل الجميلي الذي عارض تشكيل «الحراك الشعبي» وهو تنظيم سياسي شكلته قوى اسلامية عراقية تابعة ل «الاخوان المسلمين» تبنى مطالب ساحات الاعتصام كما رفض ان يكون ناطقاً او ممثلاً للمعتصمين اكد النائب عن «ائتلاف متحدون» النائب خالد العلواني، امس ان «هذه المدينة الاصيلة (اي الفلوجة) بأهلها تتعرض لمخطط خبيث لتدميرها». وطالب الحكومة ب «فتح تحقيق عاجل في الاغتيالات التي حصلت فيها»، لافتاً الى ان»»علماءها وشيوخ عشائرها يعرّضون للتصفية الجسدية». ويمنح الموقع الجغرافي للفلوجة اهمية عسكرية واقتصادية كبيرة بسبب سيطرتها على عقدة مواصلات مهمة لدعم المجهود الحربي للمجموعات المسلحة المتمركزة حول حزام بغداد او ما يطلق عليه «مشنقة امن العاصمة» في الجانبين الغربي والجنوبي ذي التركيبة السكانية المختطلة من السنّة والشيعة، يمر فيها اهم طريقين يربطان محافظات جنوبالعراق التسع ببغداد، وهي الشريان الرئيسي الذي يربط العراق مع سورية والاردن، ما يجعلها منطقة صراع مستمر بين «القاعدة».