تحول وادي "الأسمر" في محافظة حقل الذي ابتلع الطفلة "لمى الروقي" إلى خلية نحل لا تهدأ، بعد أن كان السكون يخيم عليه قبل سقوطها في بئره القديم؛ إذ استدعت قضيتها المؤلمة تعاطف معظم أهالي منطقة تبوك، ليشاركوا في دعم رجال الدفاع المدني أثناء أداء مهمتهم. وفيما حالت الرياح القوية، صباح أول من أمس، دون اتمام المهمة، باشر الجميع بعد توقفها، البحث ليومهم السادس. وعلمت "الوطن" أن مدير الدفاع المدني بتبوك اللواء مستور الحارثي، الذي يتواجد في الموقع منذ بدء عمليات البحث؛ تعرض أول من أمس إلى وعكة صحية اضطر على إثرها لمراجعة مستشفى محافظة حقل، حيث تم تنويمه لساعات قبل أن يغادر ويعود للموقع. وشهد موقع البحث تواجد عشرات المواطنين والوافدين من أهالي محافظات حقل والبدع، ومركز الشرف، الذين بادروا لمساندة الدفاع المدني، حيث قدم مواطن "بيت شعر" متنقل، فيما ساهم البعض في تقديم الوجبات والمشروبات، وآخرون قدموا معداتهم للمساعدة في عمليات البحث. من جانبه، ذكر المتحدث الإعلامي للدفاع المدني العقيد ممدوح بن سليمان العنزي أنهم باشروا أعمالهم أول من أمس بعد أن توقفت الرياح التي تسببت في تساقط الأتربة والصخور مما اضطرهم للتوقف، لافتاً إلى أنهم أوقفوا الحفر بالمعدات بعد وصولهم إلى عمق 28 مترا، حيث بدأ الحفر اليدوي أملاً في الوصول لجثمان الطفلة. ونفى العقيد العنزي ما يردده البعض من أحداث غير طبيعية، وأن الوادي "مسكون بالجن" على حد وصفهم، مؤكداً على أنهم لم يصادفوا أي شيء غير طبيعي، لافتاً إلى أن الوادي يعتبر متنزها قديما لأهالي محافظة حقل، ويقيمون فيه مناسباتهم باستمرار. وحول احتمالية سقوط الطفلة إلى مستويات أعمق من ال30 مترا التي حددتها الكاميرا الحرارية، أكد العنزي على أن كل الدلائل تشير إلى وجود الطفلة في حدود هذا العمق، وقال "البئر قديم وتعرض لسيول وردم والكاميرا تظهر أن الردم والصخور في حدود هذا العمق، ونتوقع إن شاء الله أن نجد الجثمان عند عمق 30 أو 31 م". وحول الوصول لصاحب البئر والتحقيق معه، وإمكانية توجيه تهمة الإهمال إليه، أشار العنزي إلى أن إدارة التحقيق بالدفاع المدني تواصل عملها للبحث عن صاحب البئر، وتطبيق النظام بحقه.