أثار سقوط الطفلة "لمى الروقي" ذات ال6 أعوام في بئر ارتوازية بالقرب من محافظة حقل "250 كلم شمال تبوك" تخوف الأهالي من تكرار المأساة في ظل انتشار عشرات الآبار المكشوفة في نواح متفرقة من المنطقة. الآبار التي أصبحت تشكل خطراً على المارة، بعد تكرار حوادث السقوط بها خلال الأشهر الماضية، أضحت حديث الكثير من الأهالي، خصوصاً مع صعوبة عمليات الإنقاذ التي تتطلبها. وبحسب المواطن ياسر خيايا "أحد أهالي محافظة أملج"، فإن ما يثير القلق والحزن هو وجود بعض الآبار المكشوفة التي تعد قنابل موقوتة تتربص بالناس والحيوانات على حد سواء، وأصبحت تشكل خطرا على الأرواح. وطالب المواطن فهد الجهني الدفاع المدني بمسح كامل للمنطقة بعد التنسيق مع المراكز وأصحاب المزارع المنتشرة على مساحات شاسعة، وتحديد الآبار التي تشكل خطراً وإلزام أصحابها بتسويرها وتطبيق الغرامات على من لا يتجاوب، وردم ما لا يستفاد منها للحماية من مخاطر تلك الآبار التي باتت مصائد تنتظر ضحاياها في أية لحظة. ويرى المواطن عبدالله مبارك أن الآبار المكشوفة موجودة بكثرة في منطقة "الغبايا" بأملج، وغيرها من المناطق الأخرى، وأغلبها مهجورة ولا يستفاد منها. وطبقاً لمعلومات حصلت عليها "الوطن"، فإن البئر التي سقطت بها الطفلة؛ حفرت ك"سبيل" من قبل فاعل خير قبل نحو 8 أعوام، وتم ردمها بعد توقف العمل بها، إلا أن الأمطار الأخيرة التي شهدتها المنطقة أدت إلى كشف فوهتها، ما أدى لاحقاً إلى سقوط الضحية فيها، أثناء تواجدها في نزهة مع عائلتها بالقرب من موقع البئر. من جانب آخر، أكد المحامي والمستشار القانوني علاء كساب، في تصريح سابق ل"الوطن"، على أن تهمة القتل الخطأ قد تطال كل صاحب بئر يثبت إهماله وتسببه في الضرر، مؤكداً على أنه من الواجب على من يحفرون الآبار أو غيرها من المواقع التي تشكل خطرا، أن يتأكدوا من وضع تحذيرات أو موانع للوقاية من السقوط فيها. وفي السياق ذاته، يواصل رجال الدفاع المدني بتبوك، لليوم الخامس، جهودهم لانتشال جثمان "لمى" التي سقطت في بئر ارتوازي بعمق 100متر، في وادي "الأسمر" بالقرب من محافظة حقل، حيث تطلبت عمليات الانتشال استعانة "مدني تبوك" بعدة جهات حكومية وأهلية من بينها مختصون من الدفاع المدني في المدينةالمنورة والقصيم والرياض، إضافة إلى 4 شركات أهلية، وخبراء من شركة "أرامكو". ووصلت عمليات الحفر في البئر التي سقطت بها الطفلة إلى نحو 25 مترا حتى مساء أمس، فيما توقع مصدر مطلع أن تسفر جهود الدفاع المدني عن انتشال جثمان الطفلة ذات ال6 أعوام، مع وصول عملية الحفر إلى 28 مترا. وأكد الناطق الإعلامي للدفاع المدني بتبوك العقيد ممدوح العنزي، أمس، على ترقبهم للوصول لموقع الجثمان وتمكنهم من انتشاله مع وصولهم إلى مستويات قريبة من مكانها الذي تم تحديده عبر الكاميرا الحرارية.