تدرس هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية زيادة أعداد "العبارات"، في مسار جميع أبراج الخطوط الهوائية "الضغط العالي 400 كيلوفولت"، في المنطقة الصحراوية الواقعة بين بحيرة الأصفر والممتدة حتى شرق مدينة العيون التابعة لمحافظة الأحساء، لتلافي وصول مياه البحيرة إلى تلك الأبراج، وضمان سلامتها من المياه التي قد تتدفق عليها من البحيرة لاحقاً، وكذلك العمل على توسعة "العبارات" القائمة، بمواسير ذات مواصفات قياسية عالمية وأقطار كبيرة لاستيعاب كميات مياه كبيرة ولفترات زمنية طويلة. وتعاقدت الهيئة مع بيت "خبرة" متخصص لعمل مسح ميداني لمسار الأبراج الكهربائية والبحيرة، وإجراء المسوحات الطبيعية لكامل المواقع لتحديد المسارات المتوقعة لتدفق مياه البحيرة مع مسار الأبراج لتنفيذ تلك "العبارات". وأشار مصدر في الهيئة في تصريح أمس إلى "الوطن"، إلى أن جهات الاختصاص في الهيئة، تدرس كذلك خفض طريق الخدمة بين البرجين، اللذين تبلغ المسافة بينهما 500 متر لتمكين المياه من التدفق بسهولة بين طرفي البحيرة دون وجود عوائق في مسار جريان المياه، وبالتالي سلامة تلك الأبراج من وصول المياه لها. وبدوره، أوضح الباحث والمؤرخ السعودي عبدالخالق الجنبي ل"الوطن"، أن المعلومات التاريخية الموثقة، تشير إلى أن هناك نهراً "عظيماً" يخرج من واحة الأحساء ويصب في البحر عند ساحل رأس القرية مع وجود بحيرة ضخمة تكونت من تصريف مياه عيونها العظيمة خلال القرن العاشر الهجري، وقد تعددت مسمياته بحسب الأزمنة التي مرت عليه، ويسير هذا النهر نحو الشمال الشرقي ليسقي كل البساتين التابعة لقرى العمران، ثم يصب في البحيرة الكبيرة التي كانت تعرف ببحيرة "هجر" وحالياً ببحيرة الأصفر. واقترح على الجهات المسؤولة وضع حواجز رملية لتغيير مجرى هذا الفيضان عن طريق العقير وهو بناء جسر معلق لهذا الشارع في هذه النقطة التي يلتقي فيها مجرى الفيضان بالطريق حتى يسمح لهذا الجسر المعلق بمرور مياه الفيضان من تحته، كما هو الحال في الجسور المعلقة الأخرى عند الأودية العميقة في المملكة، مؤكداً أن هذه الحواجز الترابية والرملية ليست بالحل المجدي، واصفاً إياه بالنهر العظيم، الذي يستوجب التدخل بإنشاء الجسر المعلق لتفادي مرور المياه في حال الفيضانات الهائلة، وبالتالي ظهور النهر "العظيم" مرة أخرى بعد سبات طويل.